السبت 23 نوفمبر 2024

ودعة واخواتها

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

... امرأة تعيش مع زوجها المزارع في قرية نائية ولقد رزقها الله سبعة أولاد و كانت دائما تدعو الله ليتم نعمته عليها ويهبها بنتا جميلة تساعدها في أعباء البيت و تحن عليها عندما تكبر في العمر
مرت عليها سنوات على هذه الحالة ومرض زوجها وماټ وتحسرت عليه لكن في أحد الأيام أحست بالحمل وشكرت الله ووعدت أن تطبخ صينية كبيرة من الطعام وتوزعها على الفقراء والمحتاجين في القرية إن كان المولود أنثى

وقال إخوتها إن كانت بنتا فسنكرمها و ندلللها ونعطيها كل ما تطلب لحسن التطواني وإن كان صبيا تركنا المنزل فلا نريد أخا ثامنا يقلقنا بشقاوته ونحن لا يمكننا أن نتفق على شيئ فما بالك بأخ آخر معنا
وعندما حان موعد الولادة قالت المرأة لأبنائها إن أطلت عليكم جاريتي بمنديل فذلك يعني أني ولدت بنتا وإن أطلت عليكم بمنجل فذلك يعني أنه صبي
ويشاء الله أن يحقق حلم المرأة فرزقها بنتا غاية في الحسن والجمال سمتها ودعة وعندما أرادت الجارية التلويح بالمنديل للإخوة الذين ينتظرون في الخارج قال لها زوجها لوحي لهم بالمنجل وهكذا يرحلون من هنا ونأخذ نصيبنا من خيرات المزرعة ونبيع منها ما شئنا
وعندما نجمع مالا كافيا نرحل من هنا ونأخذ حريتنا .فكرت الجارية قليلا واعجبتها الفكرة ولوحت لهم من بعيد بالمنجل فجمعوا حاجياتهم ورحلوا وتأسفت أمهم أشد الأسف
ولم تكتمل فرحتها كبرت البنت وكانت أمها لما تمشط لها شعرها تغني أغنية حزينة آه .. يا ودعة كانوا غلمان سبعة
رحلوا ذات يوم وتركوا دمعة أصبحت الدار مظلمة يضيئها نور شمعة جيادهم سبعة كأنهم الفرسان في قلعة
كانت دائما ودعة تسمع هذه الأغنية ولا تفهمها وعندما كبرت قالت لأمها وراء غنائك سر أحب أن أعرفه حاولت الأم التهرب من الجواب وفي النهاية حكت لها قصة إخوتها الذين رحلوا دون أن تعرف سببا لذلك
قالت لأمها إن أذنت لي سأرحل للبحث عنهم وأرجعهم إلى الدار
أجابت الأم هذه والله أمنيتي سأرسل معك العبد والجارية وسأعطيك منجل أبيك فهو مسحور إذا وضعته على الأرض يعطيك الإتجاهات الأربعة lehcen Tetouani 
وكان إخوتك يتبعون الشمال فهناك توجد السوق الذين كانوا يبيعون فيها محاصيلهم وحولها كثير من القرى ربما يكونون هناك وربما في مكان آخر لا أعرف قد تكونين محظوظة وتجدينهم بسرعة سأصلي من أجلك يا إبنتي 
في الصباح رحلت ودعة مع العبد والجارية وكان المنجل يدلها على ناحية الشمال وخشي العبد أن تجد البنت إخوتها في القرى الغنية الموجودة هناك
وعندما نامت أخفى ذلك المنجل السحري ووضع مكانه واحد آخر وجده ملقى على الأرض لما استيقظت ودعة لتواصل طريقها لم يتحرك المنجل كعادته لكن العبد أشار إلى الشرق
وقال لها الشمال من هنا لم تكن ودعة تعلم أن في آخر الطريق كانت توجد غابة كبيرة كان العبد ينوي القدوم بها هناك وتركها تضيع فيها .
وأثناء سيرهم وجدوا عينين يخرج منهما ماء نقي كتب على أحدهما ماء السادة والأخرى ماء العبيد
نزع العبد اللافتة ودخل مع الجارية عين السادة واستحما فيها
ودخلت ودعة عين العبيد وعندما خرجت أصبح لونها أسود وشفتاها غليظتين أما العبد و الجارية فتحول لونهما إلى البياض وأصبح شعرهما أشقر وعيونهما فاتحة
عرفت ودعة أن العبد إحتال عليها وأن موقفها أصبح صعبا ودفعها بقسۏة في ظهرها وقال لها تقدمي لقد كانت فكرة البحث عن إخوتك سيئة
سأقودك الآن إلى الغابة وعليك أن تتدبري أمرك وحدك استعطفته ودعة وبكت دموعا حارة لكنه كان قاسېا لا يرحم
عرفت ودعة أن العبد إحتال عليها وأن موقفها أصبح صعبا وقال لها سأقودك الآن إلى الغابة وعليك أن تتدبري أمرك وحدك استعطفته ودعة وبكت دموعا حارة لكنه كان قاسېا لا يرحم
في تلك الأثناء خرج سبعة من الصيادين ومعهم ظبي سمين ولما رأو العبد والجارية ظنوهما من الأشراف ودعوهما إلى بيتهم كان البيت كبيرا ومقسما إلى سبعة غرف كبيرة كل واحد من الإخوة له غرفة يعيش فيها مع إمرأته
وهناك قاعات للجلوس والأكل والضيافة كان لهم قطيع كبير من المعز والأغنام وعندما تأملهم العبد عرفهم فلقد كانوا إخوة ودعة وقال للجارية ما أغرب الصدف لقد خرجوا منذ عشرة سنوات لكن تشاء الصدف نجدهم أمامنا قرب الغابة
لماذا إختاروا هذا المكان البعيد لا بد أن أعرف السر فمالهم يبدو وفيرا ودارهم عظيمة كالقصر طبخت النساء الظبي وأعددن أقراص الخبز وجلس الجميع للأكل والشراب
وكانت ودعة المسكينة تخدمهم وتقطع اللحم وتملأ قلة الماء كلما فرغت وعندما إنتهوا من طعامهم جائت وأكلت ما تبقى في الصحون ثم مسحت المائدة وخرجت أمام الدار وبدأت تغني
كانت ودعة تخرج كل يوم تجلس تحت شجرة كبيرة وتغني وكانت الكلاب والقطط والطيور تجتمع حولها وتستمتع بصوتها الحنون كان للفتى الأصغر قط يحبه كثيرا
لكنه لاحظ أنه يختفي دائما بعد الغداء ثم يعود إليه وأراد أن يعرف أين يذهب هذا القط الخبيث في اليوم الموالي تبعه

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات