رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر (كاملة)
بنت جيرانا في السكن الجديد .
ردد سعد وهو يتابعها بعيناه
يانهار ابيض ..دي شبها جامد ياجدع.
رفع علاء عيناه
مرة أخرى عن الدفتر مستفسرا
شبه مين
شبه مين ! معقولة ماخدتش بالك منها ياعلاء دي نفس الملامح وتدويرة الوش الابيض المنور دا غير الج.......
بس ياسعد .
صاح بها مقاطعا بحدة وقد تحولت ملامحه الى الشكل مخيف فتابع پغضب
...
صدحت أصوات ألأغاني العالية بقوة تصم الاذان وعلقت اعقاد الإنارة ذا الأشكال والألوان المختلفة اعلى المبنى وجانبيه .. لتنبئ الجميع بافتتاح محل المعلم علاء ادهم المصري للأدوات الصحية .. يتلقى التهانى من أشخاص بعضهم يعلمهم و اخرين لا يعلمهم .. كان يرتدي حلة بالون الازرق القاتم على جسده الرياضي الطويل فزادته بهاءا وجمالا ..يوزع البسمات على الوجوه المباركة كما يوزع الزجاجات الغازية والمشروبات الأخرى .. ولكن تظل عيناه عالقة بشرفتها التي هجرتها من ايام ..عسى ان تطل برأسها عليه فتشاركه فرحته ولو بوجهها العابس الجامد ..فيكفيه رؤيتها من بعيد رغم اشتياقه المضني لرؤية عيناها التى علقت بذهنه وأصبحت تتخلل أحلامه من وقت ان راها بهذا القرب داخل منزله.. لكم يتمنى رؤيته الان لكم يشتااااق .
اجفل منتبها على صوت شقيقه الصغير وهو يقترب منه بضحكة صافية فاتحا ذراعيه
حبيب قلبي ..الف مبروووك.
بادله علاء العناق بفرحة مشددا عليه بذراعيه
الله يبارك ياغالي .. وحشتنى ياض.
وانت اكتر والنعمة .
تابع وعيناه تدور يمينا ويسار .. داخل المحل وخارجه
بس ايه ياعم الحلاوة دي ياعم لحقت تعمل الحاجات دي كلها امتى
يابني اضطريت اسافر الغردقة عشان مشكلة حصلت مع الوفد السياحي .. ما انت عارف الشركة ومشاكلها.
غمز بعيناه يقول بمشاكسة
ايوه ياباشا فكرتني بالسياح بقى والنسوان الحلوة .
طب وانت تعرف عن اخوك كدة برضوا ياريس.. أنا مايملاش عيني غير بنت بلدي .
لف عليه بزراعه يدفعه للأمام قائلا
تعالى بقى افرجك على المحل من الداخل عشان تشوف اخوك وافكاره الجامدة دا انت هاتنبهر .
.......................
مش ناوية بقى تقومي و تتفرجي
دي الدنيا هيلمان بره .
رفعت عيناها عن شاشة التلفاز وهي جالسة على الاريكة الاثيرة ..قائلة بسأم
زيطة وخلاص !
اقتربت منها فدنت اليها برأسها تسألها
في ايه يابنتي انتي مقفلة كده ليه بقولك هيلمان ناس رايحة وجاية وانوار ملعلطة فى الميدان كله .. دا بابا قاعد هناك وسط الرجالة اللي بتهني وماما من العصر مع الست زهيرة بتساعدها وواقفة معاها فى استقبال الستات اللي بتهنيها ولا ابراهيم دا كمان هو واصحابه بيرقصوا مهرجانات ولا اكنهم فى فرح بلدي ..
ربنا يفرح الكل ياستي ..انا مالي بقى
مطت شروق شفتيها وهي تتحرك للأبتعاد بخطواتها
براحتك ياأختى .. على العموم انا رايحة اتفرج من بلكونة اؤضتك وبرضوا هارجع واحكيلك.. عشان اغيظك.
تنهدت بيأس من تلهف شقيقتها وابويها لحضور الافتتاح العظيم ورؤيته مع اصرار والدتها المستمر على رأسها بضرورة الذهاب للجارة أم المحروس لتهنئتها والعمل بالأصول...وكأنها تهتم ..فلتذهب الأصول الى الچحيم .. فهي ابدا لن تعيد دخولها هذا البيت كما حجبت نفسها عن النظر بالشرفة رغم صعوبة القرار عليها .. ولكن يكفي ألا تلتقي بوجهه البغيض .
...............................
بين أجواء المرح ورقص الفتيان الصغار والنتقل بين الأفراد المهنئين انشغل علاء قليلا عما يدور بعقله ويحتل فكره ..اما حسين فقد اتخذ موقعا جيدا بجانب المحل وهو ينظر فى الأعلى لشروق التي احتلت شرفة شقيقتها وهى تتابع الحفل بابتسامة رائعة مثلها.. فجأة اعتدل بوقفته حينما وقعت عيناه على اخر شخص توقع حضوره فى هذه المناسبة ..بوجه قلق تابع اباه وهو يخرج من سيارته ويتقدم نحو اخيه الذي سمرته المفاجأة هو الاخر فوقف جامدا امام ابيه الذي قطع السكون بينهم حينما جذبه من ذراعه يعانقه بحنان أبوي قلما يصدر
من الحاج أدهم المصري .. ومع ابنه المحبوب علاء الذي تدارك نفسه سريعا فتبادل العناق مشددا ذراعيه على ابيه بقوة واشتياق .
حسين باشا .
انتفض مجفلا بلمسة لكف كبيرة على ذراعه .. فتبسم مرحبا بابن حارته وصديق اخيه الصدوق ..صافحه بحرارة قائلا
أهلا...ازيك ياسعد ..ليك وحشة والله .
ياراجل.. هو انا لو واحشك فعلا ماتجيش بقى تعدي عليا ولو مرة واحدة حتى وتسأل .
مشاغل ياعمنا ماانت عارف الشركة بقى والظروف اللى مرينا بيها في الأيام اللى فاتت .
اومأ برأسه موافقا
عارف ياحسين عارف.. بس اهي الظروف ابتدت تتحسن زي ما انا شايف اهو .
لوح برأسه ناحية ادهم وهو يتحدث بحميمية مع ولده علاء ..فتبسم حسين وقال
بصراحة انا نفسي