السبت 23 نوفمبر 2024

بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

القصة اللي جاية أحكيهالك حصلت لصاحبتي .. إللي كانت أعز صديقة ليا .. إسمها سمر عبد الحكيم .. سمر إتولدت في ظروف صعبة جدا .. أمها ماټت وهي بتولدها .
الحكاية بدأت لما أكتشفوا ان امها عندها مشكلة في القلب مكتشوفهاش إلا متأخر وفي الشهور الأخيرة من الحمل .. وصعب جدا إنها تعمل عملية في الوقت دا .. العملية إللي كانت مكلفة جدا عليهم .

وكان القرار .. يا إما تجهد الجنين إللي هي سمر ..يا إما يستمر الحمل وكل شيء في إيد ربنا .
ولإنهم كانوا على قد حالهم إختاروا الحل التاني .. لحد ما أراد ربنا تتولد سمر وټموت أمها في نفس اللحظة .
كانوا عايشين في قرية من قرى الصعيد .. أبو سمر تعب جدا بسبب فراق مراته .. كان بيحبها لدرجة لا توصف .. ولحد وأنا بكتبلك الحكاية دي .. لسه حكايتهم بتتحاكى وعايشة بين أهل القرية .
مستحملش أبوها كتير وماټ بعد مراته ب٥ شهور .. وبقت سمر لواحديها في الحياة .. خصوصا إنهم ملهمش قرايب خالص .. بلبدي كدا مقطوعين من شجرة .
وكان الحل إن تكمل سمر حياتها في دار أيتام .. والدار كانت ومازالت موجودة في دخلة البلد أو القرية إللي سمر إتولدت فيها .
عاشت وكبرت بين إخواتها الأيتام .. يمكن سمر مختارتش حياتها بالشكل دا بس أهي إتأقلمت وعاشت .
والحق يتقال .. دار الأيتام مسبوهاش خالص لحد ما سمر ماكبرت دخلت المدرسة وكانت من المتفوقين .. وفي إبتدائي وإعدادي كانت بتجيب أعلى الدرجات .. مكنتش مركزه في حاجة غير في دراستها .. مشكلة سمر إنها منطوية ودايما تلاقيها قاعده لواحديها .. مكنتش بتسمح لأي حد إنه بس يتعرف عليها.
سمر عانت من التنمر وسط زميلاتها .. كانوا بيعايروها علشان هي يتيمة .. وكلامهم دا غير كتير من شخصية سمر .. غيرها للأسوأ .. وكان التنمر بيوصل للضړب كمان .
ومكنش حد بيحبها في المدرسة كلها .. يمكن لإنها إختارت دا من البداية وحابة تكون لواحديها .. إلا أنا .. أنا بدأت أأقرب منها وأعاملها بلطف .. خصوصا إني من أهل البلد إللي هي إتولدت فيها .. وبروح دايما دار الأيتام مع ماما كل شهر مرة .
وبشوفها علطول قاعده لواحديها .. مش بتضحك ولا بتهزر زاي إخواتها .. وزاي ماهي في المدرسة .
قربت مني لما لاقتني بضړب أي واحدة تتعرض لها .. وكنت بدافع عنها لما ألاقي واحدة تشتمها أو تتنمر عليها.
ومن الوقت دا بقينا أصحاب .. وكنت أنا الوحيدة إللي كانت بتعتبرها سمر أكتر من صحبتها.
كانت بتحكيلي على كل حاجة .. إكتشفت إن ډمها خفيف وروحها حلوة .. وللأسف بعد الإعدادية أنا إتجوزت وقعدت في البيت .. وعرفت إن سمر دخلت أزهر .
سمر كانت بتدرس وتشتغل في نفس الوقت وقررت تأجر شقة تقعد فيها .. وزاي أي بنت حلمها تتجوز ويكون ليها بيت وعيلة .. وفي حالة سمر بالأخص ده كان أنسب حل ليها علشان تستريح شوية .
بس للأسف محدش إتقدملها خالص .. يعني عادات وتقاليد .. البنت ملهاش أهل ودا مش ذنبها .. وكان دا العائق الوحيد في مسيرة سمر .. سمر إللي عدت ال٢٠ سنة .. وطبعا عارفين يعني إيه بنت من الأرياف تعدي ال٢٠ من غير حتى ماتتخطب .
وفضلت الأيام ماشية بنفس الوتيرة .. الأزهر والشغل وبس .. لحد ما في يوم واحدة من أهل البلد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات