السبت 23 نوفمبر 2024

شبح سليمان بقلم ياسمين رحمي

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

القصة مستوحاة من أحداث حقيقية
أنا مش مج نونة! اللي بيحصل حقيقي....
ولا أنا مج نونة اصل المج نون مش بيبقى مدرك إنه مج نون... بيبقى شايف إنه عاقل اللي حواليه هم اللي بيعرفوا....
واللي حواليا كل اللي حواليا بيأكدوا إني بخ رف كلها أوه ام حتى أقرب الناس ليا جوزي...
الدليل على ده إن بشوف وبسمع كل ده من مدة قليلة تزامنا مع قعادي من الشغل ليه مكنش ده بيحصل لي طول السنين اللي فاتت إشمعنى دلوقتي

اشترينا الشقة اللي قاعدين فيها من 10 سنين هي عمارة محندقة أو بمعنى اصح فيلا مكونة من 3 أدوار ب شقق وتحت الجراج وأوضة الغفير وجنينة صغيرة السكان الأصليين بنوها وقعدوا فيها على إنها فيلا متقمسة لشقق سكنية ليهم كأسرة لكن بعد فترة باعوا الشقق فيما عدى شقتهم لناس غريبة وفي الآخر هم كمان باعوا شقتهم ومشيوا ده بس التاريخ اللي أعرفه عن المكان وأصحابه...
الجنينة دب لت من زمان بقت مكان مو حش ومر عب ده عشان الجنينة عادة بتبقى غالية بس على أصحاب المكان الأصليين اللي بيهتموا بزراعتها وبيحرصوا الأرض تفضل خضرة والشجر مثمر والورود مفتحة غير كده اللي بييجي ياخد حته من المكان عشان يعيش وبس مش بيفرق معاه مش هيكلف نفسه يصرف عليها ومرة مجهوده ييجي بفايدة وعشرة لأ محدش عنده صبر لده عشان كده كلنا كل سكان العمارة هج روها.
محدش بيقرب من المنطقة دي اللي عبارة عن شوية تراب وشجر مي ت وفروع متشابكة حا دة من غير ورق وورد دب لان في كل حته عالأرض...
محدش يتخيل قد إيه كنت فرحانة لما اتنقلنا هنا من 10 سنين أخيرا بقى ليا شقة لوحدي أصلنا عشنا أول سنتين عند أهل جوزي باباه ومامته وأخوه كلنا في شقة واحدة لما اتقدملي ولحد ما اتجوزنا مكنش مع جوزي فلوس كفاية لشقة رضيت أعيش مع أهله برغم اعتراض أهلي والواحد يقول اللي ليه واللي عليه أهله كانوا شايلني فوق راسهم بيعاملوني بكل احترام لكن الزحمة بتخ نق مهما كان الزحمة واحساس الواحد إنه مش في ملكه ص عب...
قوم ربنا يكرم وأتعين في شركة تأمين كبيرة وابقى من أحسن الموظفين في قسم المبيعات ودخلنا يحصل له طفرة وبفلوسي على فلوس جوزي نجيب الشقة دي دورنا كتير الأول كنت مح بطة شقق كتير مش قد كده وبفلوس قد كده لحد ما لقينا شقة في مكان راقي واصيل في فيلا بسعر معقول مقارنة بالباقي...
وابتدت أحلى سنين عمري حلم كل ست لأ حلم كل راجل وست مكان جميل ورايق شقة واسعة شغلانة بمرتب محترم من غير مشاكل ولا حوارات تقدير من الموظفين الأعلى مني والأقل شريك حياة متفهم دمه خفيف مخلص وبيحبني تقريبا كده حياة مثالية تقريبا...
اللي كان ناقص هو طفل يملى علينا حياتنا لكننا فضلنا نأجل سنة ورا سنة مش خ وف من المسؤولية لكن نقدر نقول تعايش مع الوضع اللي كنا فيه الوضع اللي أحسن من أي حلم اللي هو إحنا كده تمام أوي ضحك ولعب وجد وحب بس أكيد وزي أي اتنين طبيعين متجوزين الرغبة في الخلفة زادت كل مدى لحد ما قررنا إنه جه الوقت بعد 6 سنين من انتقالنا...
بس خلينا نرجع لورا شوية نحكي عن وقت قبل كده...
خنا قاتنا كانت بسيطة جدا نادرة من ضمنها اته امات علي ليا إني بسرق ساندوتشاته!
علي كان بيحب يعمل ساندوتشاته بنفسه كان بيبدع فيها بصراحة لما بيبقى رايق كان بيعملها بليل ويحطها في التلاجة عشان يصحى ياخدها معاه الشغل...
صحي في يوم شغل وكالعادة عمل الروتين بتاعه لبس هدومه وشرب القهوة على رواقة اتفرج على قناة الأخبار وأنا في نفس الوقت كنت بجهز عشان أروح شغلي وجت آخر مرحلة ألا وهي إنه يفتح التلاجة بتحمس وياخد كيس الساندوتشات لكنه ملاقهوش!
زاغ بعينه يمين وشمال مد إيده جوه التلاجة نقلها ما بين الأرفف بس السندويتشات مكنتش موجودة ملهاش أثر...
بعد ما اتأكد إنهم مش موجودين قفل التلاجة واتدور عليا وسألني عنهم قلتله معرفش ضحك كإنه مش مصدقني كإني أكلتهم ومش عايزه أعترف بس الحقيقة إني مأكلتهمش واللي جه في بالي إنه هو اللي أكلهم بليل قام جعان مثلا ومكنش مركز وأكلهم وأهو عدينا الموقف وكل واحد عنده قناعته....
الموقف كان قرب يتنسي لولا إنه اتكرر بعدها بفترة! يمكن اسبوع أو 10 أيام نفس اللي حصل بالظبط علي عمل ساندويتشاته من بليل وقام لبس وحضر نفسه للنزول وفتح التلاجة ملقهمش المرة دي مكنش بيضحك زي اللي قبلها سألني برضه وقلت إني مجتش جنبهم هو كان متسامح بس متسامح دي في حد ذاتها كانت مست فزة ما ده يوحي إني أنا أخدتهم وهو مسامحني فيهم ليه مفج وعة داقت عليا الدنيا وبس رق سندويتشاته!
يا سيدي يهديك يرضيك مأكلتهمش

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات