سفاحة الريف بقلم عزيز السيسي
انت في الصفحة 1 من صفحتين
سفاحة الريف
سحبت ليلى الغطاء فوق جسدها ليلا ومن ثم انفتح في عقلها نافذة تطل على الماضي القريب تذكرت حينما كانت تتقلب على فراشها وشاهدت جوارها مخلوقا يبتسم قبل أن يختفي بعد ثوان وكأنه شيء لم يكن لكنها اعتادت أن تغلق هذه النافذة سريعا وتفكر في أمور أخرى لاسيما أنها ستستقبل غدا سوق الخميس ذلك السوق الذي تتزين فيه بعض الفتيات ربما كان هناك سيدة تبحث لابنها على عروسة ..
خرجت ليلى وقد ارتدت عباءة ضيقة حددت جغرافيا جسدها بأكمله حيث أخذت تجوب أركان السوق الضيق وقد لاحظت أن هناك سيدة تتبعها أينما اتجهت وكأنها مخبر من مخبري الأفلام القديمة لذا شعرت ليلى أن تلك السيدة تبحث لابنها عن عروسة حيث تعمدت أن تهز جسدها لتبدو كالبطة الكاكي التي تستعرض مفاتنها
تقول أنا خالتك أم سنابل ساكنة هنا جديد ولسة ماركبناش ماية ..ما تعرفيش البير بتاع البلد فين
دقت ليلى على صدرها سريعا
وقالت يالهوووى ..دا البير هناك في المزارع على شط الترعة ..هاتقدري تمشي المسافة كلها إزاي
وقالت بكرى لما سنابل ابني يتجوز ..تيجي مراته بقى تريحني ..وأهو بندورله على عروسة اليومين دول ..
سبق ليلى لسانها حينما
قالت أنا هاجي معاكي يا خالتي نملى سوا من البير ..أنت رايحة أمتى
ردت أم سنابل هاروح الضهر .
أعلنت أم سنابل أنها ستنتظر ليلى بعد آذان الظهر هناك في آخر السوق وعندما حان الوقت ارتدت ليلى عباءتها المشجرة حتى باتت مثل غصن شجرة يسير على الطريق وبعد أن تقابلتا ووصلتا للبئر نزلت أم سنابل البئر في خفة ورشاقة لتعبئة الأواني ولكن يبقى الشيء المريب حينما رفعت طرف جلبابها وبدا الشعر بأرجلها كشعر القرود ثم أنها نظرت هناك على الجانب الآخر