حكاية أميرة_الورد_وأميرها
أن أعرفكما على وردة زوجتي المستقبلية..
ما إن وقع بصر الأبوين على وردة حتى بهرا هما أيضا بجمالها..
جلست الملكة على الأرض وشرعت بالبكاء لأنها لم تتحمل روعة الموقف ..
بينما تقدم الملك وأخذ يدور حول وردة وهو يطالعها بفضول ثم سألها إن كانت أميرة فأجابته بأنها أميرة الورد فقال مستغربا
وماذا يعني ذلك هل هنالك مملكة بهذا الإسم
ثم استأذن والديه ليأخذ وردة في جولة في أروقة القصر بيتها الجديد.. فذهبت وردة معه وهي مستمتعة ومفتونة بعالم البشر الذي تختبره لأول مرة..
أعجبها ذكاء البشر وتنظيمهم وإبداعاتهم العمرانية..
تلا ذلك أن قام سامر بتقديمها لطاقم الخدم والوصيفات وطلب منهن معاملة أميرتهن الجديدة ببالغ الحفاوة وأن لا يتسببن بما يؤدي الى چرح شعورها على الإطلاق.. فوعدنه الوصيفات بأن يحملنها على كفوف الراحة وأن يحفظنها في باطن عيونهن..
كان سامر يصطحب حبيبته الجديدة في جولات مستمرة على ظهر الخيول الى ربوع البلاد ليريها معالم المملكة..
كان يحاول بذلك أن يزيد من افتتانها بعالم البشر حتى تنسى عالمها الذي جائت منه وتوافق على البقاء معه..
لكن وردة كلما مرت بتجمعات البشر حتى يعاودها ذلك الإحساس بالضيق والخۏف من ردة فعلهم تجاهها خصوصا عندما يطالعونها بتلك النظرات المسعورة التي تشعرها وكأنهم يريدون التهامها وهي حية..
وعندما طلب منها في احدى المرات الخروج من أجواء القصر رفضت هي ذلك وأخبرته أنها تشعر بأمان أكثر داخل القصر.. فاحترم الامير رغبتها كذلك ولم يشأ أن يزعجها..
وعندما علم الملك من سامر قصة وردة وكيفية لقاءه بها إستغرب غاية الإستغراب ولم يصدق في البداية.. لكنه بعد ملاحظته لطبيعة وردة وشدة جمالها حتى أدرك استحالة أن تنتمي تلك الفتاة لهذا العالم..
وحدث أن اقتنع الملك برأي حكماء المملكة الذين أخبروه بأن طبيعة الروح القادمة من عالم الورود لن تتوافق مع عالمنا عالم البشر..
لذا فقد أمر الملك جميع أفراد حاشية البلاط من خدم ووصيفات بأن لا يعاملوا وردة معاملة خاصة بل يتعاملوا معها كأي فتاة من العامة ومن دون أدنى امتيازات أو تشريف..
وهكذا وجدت وردة أن عالمها داخل القصر قد صار يشبه تماما العالم خارجه..
عيون ملؤها الحسد تضايقها في كل رواق تذهب إليه من أروقة ذلك القصر الكبير..
الخشونة والفظاظة في التعامل قد صارا يرافقانها حتى عندما تحاول الحصول على الطعام أو الخروج للتنزه في حدائق القصر