رواية كامله بقلم مني ابو اليزيد
لا تعرف سر إصراره أنها تحدثه وترغمه أن ينفذ ما تريد تفوهت بإصرار
طب أديني فرصة معجبكش الوضع بلاش أنا عايزاك تتمتع بالمطر
لم يكن أمامه غير الطاعة حتى يتخلص منها فتح يده لتسقط قطرات المطر عليها رفع عينيه لأعلى دون أن يشعر ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغره لاحظتها جوهرة وصمتت ألقت مرمي بصرها عليه تارة أخرى عندما وجدته يدور بجسده تحت المطر كان أشبه بالطفل أحست أنها تريد أن تشاركه تلك اللحظات سكبت عليه بعض قطرات المطر وهنا توقف الزمن
ميرسي أنك خلتنيني أعيش اللحظة دي
عشان تسمع كلامي بعد كده
حمل بنظرات يكسوها الڠضب لم يتحمل غرورها وتحديها أنها كسبت أراد رفع غروره لسابع سماء مرة أخرى فقالت بعدم اقتناع
وأسمع كلامك ليه تطلعي مين أنت
حركت سبابتها للأسفل ورددت
تاني الغرور
صمت ولم تعقب بينما أضافت هي
انبسط المهم
أومأ رأسه بتأكيد تحدث بسعادة لأول مرة يشعر بهذه السعادة مرة أخرى منذ فترة قد تكون طويلة بالنسبة له
ارتسمت ابتسامة على ثغرها أشبه بالتي امتلكت كل الدنيا قالت بثقة
كويس أنا كده نجحت في مهمتي
دب القلق يصاحب حنان وهي ترتدي الملابس لتهب إلي عملها بعد ما علمت بالأمس بمرض جارتها أن لديها دور برد شديد ألقت نظرة سريعة على أبنها في حيرة تتركه لوحده أم تأخذه معها تصورت أبشع الصور السيئة التي تكاد تحدث له من مصائب في البيت زاد الړعب في أوصالها أكثر عندما تخيلت سنان في البيت يأخذه عنوه أو يصفها بالإهمال إذا حدث شيء له شيء سيء
اقتربت منه لتيقظه بهدوء تام حتى لا يفزع سرعان ما نهض بدل ملابسه خرجت من بيتها سارت بعض خطوات لتصعد الحافلة الناقلة لم تتوقع ما يحدث وفي انتظارها وصلت إلي المطعم برفقة أبنها دخلت من الباب في حذر تراقب جميع الناس كان شريك حمزة الذي أجري معها المقابلة يقف في أحد الجوانب فتذكرها على الفور قابلها بوجه يعتريه السخط عقد مرفقيه أمام صدره قائلا بضيق
ابتلعت ريقها پخوف أوصالها ترتعد آلات موسيقية ترتطم لبعضها البعض لتصدر أصوات في قلبها بسبب زيادته المفرطة عن الحد المسموح به تبخرت الحروف كاملة من لسانها كأنه لم تتحدث يوم على الإطلاق شرعت في الحديث بعد محاولات عديدة قائلة
أصل مفيش حد يقعد معاه وأنا مش هينفع يتخصم مني فلوس لو مجتش النهاردة
وأنا مالي بكل ده المفروض ده شغل
صمتت ولم تعقب أي حديث تجده رفعت عينيها لأعلى بأمل يكسو ملامحها لكي تطلب النجاة والمساعدة سرعان ما تحقق ما تتمناه قلبها فقد سمعت صوت مألوف عليها يقول
في إيه بالظبط
أجاب عليه شريكه الذي يدعي وليد بلامبالاة
الهانم فاكرة نفسها صاحبة المكان جايبة أبنها معاها فكراها دكيه من غير بواب
تدخلت حنان في الحوار كان حمزة قبل النجاة التي تتشبث فيه لتنجو من الخطړ
أصل كنت بسيب أبني مع جارتي وهي تعبانة عندها دور برد شديد مش هتعرف عليه وفي نفس الوقت خاېفة أسيبه معاها
صمتت لبرهة ثم أردفت قائلة
ڠصب عني جبته معايا
ضړب وليد كفا على الأخر لم يصدق ما تتفوه به ظفر في ضيق
حد قالك أنها حضانة
ربت حمزة على كتفه لكي يهدأ قليلا ثم همس
خلاص أنا هاخده يقعد معايا وهي تشتغل عادي كده مش هيحصل تقصير
لوح يده في عدم رضا قبل أن يقول
أنا مش عارف إيه طيبة قلبك دي الكلام مع الأشكال دي مينفعش
تلقت إهانة أمام أبنها أرادت أن تنشق الأرض وتبلعها تخفي ملامح الخجل التي قيدت تعبيرات وجهها وقالت بتأكيد
من فضلك أنا هنا شغالة بمرتب مش عابدة عند حد
ظل الحوار بينهما حتى قطعه حمزة بصوته
اهدوء بقي الناس بتتفرج علينا خلاص أنا قولت يحيي هيقعد معايا لحد ما تخلص شغلها والموضوع يتحل
أشارت إلي يحيي لكي يذهب معه بابتسامة مشرقة مرسومة على شفتيه أطمئن الطفل خاصة بعد أن سمحت له والدته بالذهاب معه ظل يعبوا كثيرا حتى جاء وقت الحديث فقال يحيي بسلامة نية
أنت طيب أوي يا عمو أنا بحبك أكتر من بابا
هبطت تلك الكلمات داخل قلب حمزة كآلة حادة فسر المشهد من وجهة نظره أن لا يجوز أن يقول مثل هذا الكلام هتف بنبرة دفء
يا حبيبي بابا بده بيحبك وأنت كمان بتحبه عشان مش بتشوفه تقول كده
كمل يحيي حديثه بتلقائية دون إدراك ما يبوح به
أنا مش عايز أشوفه عشان كان بيزعق لماما وماما بتشوفه تاخدني بعيد
وقعت تلك الكلمات كاللجام على قلبه طعنته في قلبه بكذبها عليه نظر لها في خياله في أكثر صور يكسوها الاحتقار أراد أن يتأكد من شكوكه قال متسائلا
بقولك إيه يا حبيبي بابا فين
أجاب عليه بحنق
في البيت والمستشفي
ربت على ظهره حتى يكمل استفساره
هو بابا تعبان
هز رأسه بالنفي وقال باعتراض
لا بابا بيشتغل فيها
حينها تأكد كمن شكوكه جاءت تلك الفتاة تدخل حياته بكذب دون خجل من اللحظة دي لم يثق فيها أو يعطيها الأمان معها وفي شغلها ركض إليها بسرعة القطار تاركا الطفل في مكتبه وقف أمالها ملقي عليها سؤال وقع عليه كالذي ألقي ماء الڼار على وجهها
أبو يحيي عايش صح
التزمت الصمت فرت الكلمات هاربة من حلقها صمتها جعله يفهم الدنيا من حوله قال بنبرة فحيح الأفعى
أطلعي بره مش عايز أشوفك هنا تاني
..........
استدارت مرام بوجهه نصف استدارة رمقته بنظرات عدم تصديق لم يفعل حساب لمشاعرها كل ما يشغل باله جلب المال فرش وجهها بالڠضب اتجاهه قبل أن يقول لسانها
أنت بتقول إيه عايزني أكلمها مستحيل يا سنان
أخذ زجاجة المياه رشف منها ببرود قاتم وقال بهدوء
لا هتكلميها دلوقتي وقدامي
عقدت مرفقيها بتحدي ترفض ما يقول جاءت على نفسها كثيرا لكي تكسبه بينما هو لم يفعل أي شيء لها اكتفي بالتقرب اتجاهها وقت الحاجة فقط
هتف بشراسة
لا مش هتكلم
أصدر ضحكات عالية بعدها ألقاها بنظرات ممېتة حادة تنبض بالشړ