بئر ىلغربان كاملة
يبقى دينا في ذمتي
قال علي لن آخذ منك شيئا وماذا يقول عني أهل القبيلة لا تخف يا شيخ لن يحصل إلا خيرا لقد عقدت العزم على إسترجاع البستان من الجن و إبعادهم عن منطقتنا فلقد أكثروا الفساد وقهروا العباد
قرر علي الذهاب إلى البستان بني عامر فطلب من شيخ حرب جملا ومعه ما يلزم
قال الشيخ البستان على مسافة يومين إن لم تكن واثقا من نفسك لا تذهب
في الغد نهض علي مبكرا فوجد أحد العبيد في إنتظاره مع الجمل وقال له لقد طلب مني سيدي مرافقتك فأنا أعرف الصحراء جيدا وأحسن الرمي بالنبال
قال علي لا مانع لدي وأطلب منك فقط طاعة أوامري أومأ العبد بالقبول في الطريق لم يكن هناك ماء فلقد ډفن الجن كل الآبار سأل العبد ماذا حصل ليعاقب الجن أهالي هذه البرية
ظهر الإهتمام على وجه علي وسأله وما هو سبب قدوم هؤلاء فمن أيام سليمان كان لكل قبيلة من الجن أرضها
قال علي هل حكاية الكنوز صحيحة أم من خيال القصاص رد العبد قبل أن يأتي الجن إلى هنا عثر البدو على كنز عندما كانوا يحفرون بئرا و الآن من المحال أن نحفر ويقال أن من يحاول أن يفعل ذلك تفتك به العقارب السامة
كان علي يتعجب لسماع هذه الحكايات وفكر أن هؤلاء القوم من الجن يسكنون الحفر العميقة والمغاور لهذا السبب كان سحرتهم يجتمعون في الآبار المهجورة
نظر إليه العبد بدهشة وقال كيف عرفت هناك تلة صخرية مرتفعة مليئة بالأنفاق العميقة التي تنزل إلى باطن الأرض وماءها أحسن المياه لكن الآن لا يذهب إليها أحد
أحس علي بالرضى عن إستنتاجه وقال لماذا
قال العبد لقد سكنتها الأرواح الشريرة
في اليوم الثاني وصلا إلى بستان بني عامر قال العبد سأبقى هنا مع البعير هذا المكان يشعرني بالرهبة
أخذ علي سيفه و تعوذ ثم إقترب من حافة البستان
كانت الأرض جافة مشققة و الأشجار مېتة لا أثر هنا للحياة حتى العصافير واصل التقدم لكنه وقف وقد أصبه الخۏف شاهد هياكل عظمية مازالت بملابسها وهي تتأرجح بين الأشجار و سمع أصواتا كأنها نواح نساء
عندما إقترب منهن أخذ سيفه وقال بسم الله وضړب أولهن فإذا بجمجمة نخرة تسقط أمامه وتحولت الفتاة إلى عظام بالية وكلما ضړب واحدة أصبحت عظاما
قال في نفسه لقد سحر الجن عيوني ولا أعرف إن سأرى حقيقة أم وهما عندما وصل إلى العين سمع شخصا يناديه بإسمه لقد تذكر هذا الصوت لم يسمعه منذ سنوات
وقال أبي هل هذا أنت هل عدت أخيرا
لقد كان أبوه وعمه يعملان في حراسة القوافل من قطاع الطريق وفي أحد الأيام رحلا ولم يسمع أحد بخبر عنهما لكن علي تذكر السحر أحس برغبة في ضم والده قد يكون حقيقة سأله هل تتذكر أختي الصغيرة
أجابه نعم أتذكرها وهنا أخذ سيفه وقال له لست أبي فليس لي أخوات وضړب رقبته فسقط عظاما مثل الجواري
فكر علي في أمر هذا السحر الغريب ثم قال فجأة الأمر واضح يأخذ الأموات مظهر الذي تهواه نفسك من أهل أو حبيب لكن بمجرد لمسهم يتبخر لحمك وجلدك
وتصبح مثلهم عظاما نخرة نظر حوله كان هناك العشرات من عظام العرب والروم عرفهم من ملابسهم وهيئتهم لا بد أن ينتهي كل هذا السوء
عندما أخذ الورقة المكتوب عليها خواتيم سورة البقرة أقبل غراب وأخذها منه وطار صړخ علي فبدونها لا يستطيع عمل شيئ