حكاية أبنة الجار كاملة
محمد أصبح أقسى من الحجرثم حمل الذهب على الحمار واطلق عنزاته في الجبل ولم يأخذ سوى القطة وحمامة صغيرة ولما سألته أمه عن حنان أخبرها أنها هربت وسيبحث عنها فيما بعد أما الآن فعليهما الإنصراف .
أما شعبان فأمضى سبعة أيام دون أن تغيب عن عينيه صورة حنان وأحس بالألم يعتصر قلبه فقالمن حسن الحظ أنها أعلمتني بمكانها وسأذهب لأرى إن كانت بخيرسار في مسارب وعرة حتى رأى الخيمة من بعيد ولما إقترب رأى أنها فارغة وأن من بداخلها قد رحل وهم بالذهب لكنه سمع صوت عنزة فاتبع مصدر الصوت حتى رآى واحدة تطل من المغارة ولما رأته دخلت تجري فسار ورائها وفجأة سمع في الظلام أنينا قويا فاستعاذ بالله من الشيطان وقال من هنا جن أم إنس وبعد قليل سمع حنان تقول بصوت ضعيف هل هذا أنت يا شعبان فجرى الولد وأشعل عودا ورأى الفتاة مكومة على نفسها وسط العظام وقد شحب لونها وعلتها القذارة ففك وثاقها وحملها للعين فغسلت وجهها وشربت ثم أخرج لها من جرابه خبزا وتمرا فأكلت وهي ترتعد من الجوع بعد ذلك خلع عباءته ولفها بها وقالت له هناك كثير من الذهب في المغارة إلتفت شعبان حوله فوجد صندوقا قديما من الخشب ملئه حتى آخره ثم سارا معا حتى وصل إلى داره فاستحمت وغيرت ثيابها ثم نامت مدة يومين كاملين والحمى تلتهم جسدها النحيل .
بعد سبعة أيام رجع محمد للمغارة لأخذ باقي الكنز لكنه لما دخل لم يجد لا حنان ولا الذهب فأخذ يفرك عينيه وهو غير مصدق ثم صاح ولعڼ نفسه لأنه لم ېقتل تلك الفتاة والآن هو في موقف صعب فهي تعرف قصته ولو تكلمت فلن يمضي وقت طويل حتى يطارده السلطان والناس ولن ينقصهم التهم وأقلها يأدي به إلى ضړب عنقه جلس على حجر يفكر ثم جمع العظام وډفنها بعيدا وبذلك لن يعرف أحد مصدر الذهب الذي بحوزته ثم رجع إلى أمه ولما سألته عن سبب شروده أجابها لا شيئ أمي فقط أحس التعب وسأنام قليلا وفي الصباح ذهب إلى السوق واشترى ملابس غالية وركب عربة يجرها حصان ودار على الصاغة مقدما لهم نفسه على أنه تاجر يشتري التحف النفيسة وبينما هو يتجول بين دكاكين الصاغة إقترب منه رجل يهودي وقال له سمعت أنك تبحث عن أشياء نادرة تعال إلى دكاني وسأريك شيئا يعجبك !!!