حكاية أبنة الجار كاملة
تأكل فلم يعجبها تصرف محمد الذي ظل يرمقها بنظرات غاضبة لكن حدة لاطفتها حتى رضيت وأكلت فطيرتها ثم داروا في السوق واشترت لها كل ما إختارته وكان محمد يفتح كل مرة صرة ماله ويدفع الثمن فقالت حنان في نفسها له كل هذا الخير ويسكن مع أمه في خيمة !!! ترى أي سر يحاول إخفاءه
ثم ورد في بالها قول شعبان وقررت أن تتريث في الزواج فهي لا تعرف شيئا عن محمد وهو يغيب أكثر النهار ولا يخبرها ماذا يفعل ولما وصلوا قالت لها حدة سأبدأ الآن في نسج خيمتك وستكون كبيرة فشكرتها حنان فهذه المرأة تحبها بصدق وتعطف عليها كإبنتها ثم فكرت في شيئ غريب فهل محمد إبنها الحقيقي أم إستبنته فهو لا يشبهها سواء في مظهره أو طباعه و ستحتال على المرأة لتعرف منها ذلك ثم قالت ما أعجب الأقدار !!! اللقاء مع شعبان لم يكن صدفة لقد جعلني أفكر وأنظر لما حولي وقد لا تكون الحياة في خيمة وسط الجبل هو ما كتبه الله لي ...
أما محمد نفسه فقد تغير كثيرا منذ عشرة أيام فلم يعد يخرج للصيد أو يرافقها في الغابة وصار يغيب طويلا في المغارة التي يأوي فيها عنزاته و يمضي الليل هناك وفي البداية لم تكن حنان تهتم لذلك وقالت لها حدة أن ولدها يحب الوحدة وله حيوان يطعمه ربما كان حمامة أو حجلة لكن البنت الآن بدأت تستغرب وقالت في نفسها لماذا لا يشتري خيمة يبيت فيها فهو لا ينقصه المال وماذا يفعل هناك كل هذا الوقت فحتى الجبن تصنعه أمه ولا أعتقد أنه زاهد فهو يحب الأكل واللباس الجيد و لم تعد حنان متحمسة للزواج وقررت أن تماطل حدة وتساءلت إن كانت ما أحسته تجاه الصياد ليس سوى مجرد مشاعر زائفة بقيت البنت عد ة أيام تفكر وانتابها القلق وكان لا بد من رؤية شعبان فلقد شعرت أنها تشتاق إليه وفي الحقيقة فهي لم تقدر أبدا عن نسيانه .