قصة القرية المخيفة كاملة
ياسيدي لو لم تفعل لجئتك بنفسي.
نظر في وجهي باستغراب وهو يقول
ما بك!.. تبدو كأنك لم تنم بالأمس أو كأنك تحمل هموم الدنيا على ظهرك.
كلاهما.
دعوته إلى الداخل ثم بدأت أحكي له عما حدث دون أن أغفل أي تفاصيل حتى انتهيت بالأصبعين البشريين الذي عثرت عليهما هذا الصباح ... استمع لي بوجه لا يحمل أي انفعالات وعندما انتهيت قال بلهجة جادة
ما زالت في الفخ.
نهض من مقعده وتوجه ناحية الباب وهو يقول
إذا أصحبني لأراها.
تقدمت العمدة والخفيرين إلى خارج الوحدة قدتهم إلى المكان الذي نصبت فيه الفخ وأشرت إليه قائلا
هذا هو
توجه العمدة إلى الفخ وأقعى على ركبتيه يتفحصه قبل أن يقول
لا يوجد أي أصابع بشړية هنا.
انتابتني دهشة كبيرة وأنا اقترب من الفخ بدوري في نفس اللحظة التي أخرج فيها العمدة شيئا منه وهو يشير لي به قائلا
نظرت إلى ذلك الشئ الأغبر اللون الذي يرفعه العمدة والذي تخثرت بعض قطرات من الډماء على شعيرات فرائه الرمادية كانا بالفعل جزئين صغيرين من مخلبي ذئب أو كلب اقتطعتهما شفرة الفخ الحادة ... عجزت عن الكلام للحظات فقال العمدة بلهجة مشفقة
هل هذا ما عثرت عليه داخل الفخ
لا ... أقسم لك لقد كانا أصبعين بشرين أنا طبيب ولا أخطئ في هذه الأمور.
تخلصا من هذه الأشياء.
ثم عاد لي بلهجة متعاطفة وهو يصحبني إلى داخل الوحدة مربتا على كتفي
من الواضح أنك أرهقت نفسك كثيرا في الأيام الماضية ... هذه الأشياء تحدث عليك أن ترتاح وتنال قسطا مناسبا من النوم حتى تستعيد صفاء ذهنك.
لم استطع أن أرد هذه المرة أيضا ولكنني أومات برأسي وأنا أسير معه مستسلما وهو يردف قائلا
قضيت النهار بطوله أحاول إقناع نفسي بأنني لم أر تلك الأصابع البشرية في الفخ وإنها كانت مجرد تهيؤات بسبب التوتر والإرهاق لعدم النوم كان الأمر صعبا للغاية وفي النهاية قررت أن أتناسى ماحدث واعتبره مجرد واقعة غير قابلة للتفسير وهي أشياء أصبحت تتكرر كثيرا في الأيام الأخيرة ... من حسن الحظ لم تظهر الذئاب في تلك الليلة ولا في الليالي التالية لها حتى أن ثلاثة أسابيع مضت دون أن أسمع عواء ذئبا واحدا سألت العم شقص عن ذلك فكانت إجابته مقتضبة كالعادة
الذئاب لا تخرج في كل ليلة.
كان العمل بالوحدة الصحية هادئا للغاية بل