السبت 23 نوفمبر 2024

قصة القرية المخيفة كاملة

انت في الصفحة 1 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

طلب مني سائق الحافلة النزول بعد وصولنا إلى نهاية الخط ... كنت أنا الراكب الأخير في الحافلة التي كانت مكتظة عن آخرها بالركاب طوال الطريق ولكنهم جميعا نزلوا في محطات سابقة ولم يتبق إلا أنا والسائق عند نهاية الخط ... نظرت من النافذة إلى محطة البنزين والاستراحة القائمتين في تلك المنطقة الصحراوية المنعزلة قبل أن أسأل السائق في دهشة

هل هذه هي قرية كوم الأبيض!
فأطلق ضحكة ساخرة وهو يقول متهكما
هذه هي آخر أرض البشر.
ثم أردف بجدية
عليك أن تنزل هنا وتبحث عن وسيلة تقلك إلى هناك ... فالطريق جبلي وعر ولا يصلح لسير السيارات.
توقف للحظة ثم أضاف
كما أن أهل هذه القرية لا يرحبون بالغرباء.
لا أعرف لماذا اعتراني ذلك الخۏف المبهم بعد أن ترجلت من الحافلة ورحل بها السائق مثيرا عاصفة كبيرة من الغبار خلفه أتساءل في حيرة وأنا لا أجد أثرا لأي إنسان حولي ترى هل سيسعفني الحظ وأجد وسيلة تقلني إلى وجهتي! أم سأضطر للمبيت هنا في هذا المكان المجهول!
السلام عليكم ... كيف يمكنني مساعدتك يابني
انتبهت إلى ذلك العجوز الذي يجلس على كرسي خشبي تحت مظلة حائلة من القماش أمام الاستراحة العتيقة المتهالكة التي يبدو أنها شيدت منذ دهر وفعل بها الزمن فعلته فلم يبق بها ما يدل على حالها سوى هاتين الكلمتين المكتوبتين على لوحة معلقة فوقها بخط يد سئ استراحة المحطة ... جرجرت حقيبة سفري وتوجهت إلى ذلك الرجل الذي نهض من كرسيه واقترب مني بخطوات عرجاء وهو يكرر سؤاله
كيف يمكنني مساعدتك
أجبته بصوت قلق
أنا الطبيب الجديد المكلف بالعمل في الوحدة الصحية بهذه القرية ... وأبحث عن وسيلة لتقلني إلى هناك.
نظر الرجل إلى السماء والشمس التي جاوزت كبدها وبدأت في التوجه نحو المغيب قبل أن يقول
هل يعلمون في القرية موعد وصولك
للأسف لا ... كان المفترض أن أبدء العمل من الأسبوع السابق ولكن هناك ظروف حالت دون ذلك.
فكر الرجل لبرهة ثم أشار بيده ناحية الاستراحة وهو يحمل الحقيبة عني ويقدمني إليها وهو يقول مرحبا
ما زال هناك وقت ... تعال معي لتستريح داخل الاستراحة وسأحضر لك كوبا من الشاي وسأتصل بالقرية حتى يرسلوا من يقلك.
لم أفهم ما يقصده العجوز الأعرج النشيط بقوله مازال هناك وقت! ولكنني سرت خلفه محاولا اللحاق به ... كانت الاستراحة من الداخل أسوء من الخارج طاولتين من البلاستيك يحيط بهم عدة مقاعد من نفس الخامة واجهه زجاجية متسخة خلفها بعض علب البسكويت والمناديل صنعت قبل أيام الملك غلاية وبعض الأكواب المتسخة ... أسرع الرجل بتشغيل مروحة السقف التي هدرت بصوت عال كأنها توشك أن تهجم علينا قبل أن يدعوني للجلوس وهو يخرج هاتف محمول عتيق ويتجه إلى ركن من المكان ويتصل بالقرية

انت في الصفحة 1 من 22 صفحات