رواية جديدة جميلة بقلم ناهد خالد
برأسه وهو يهتف بجدية
لا ياماما .. الي بيحصل ده مش عادي وأنت عمرك ما هتتقبليها أنا عارفك كويس وتعبت من المشاكل ووقوعي بينكوا في كل مشكلة مش عارف اراضي مين وأجي على مين اريح لنا كلنا البعد وكده كده هجيلك وهكون معاك وقت ما تحتاجيني بس إني أعيش بمراتي بره ده أفضل لينا كلنا .
تمسكت بذراعه وهي تهتف بنفي وقد بدأت في البكاء
هز رأسه بيأس وهو يقول
شوفت بقى إن طول الوقت هتكوني حطاها في دماغك ومعتبراها ند ليك هتاخد منك ابنك وهتقسيني عليك .. عرفت إن وجودكوا مع بعض في بيت واحد مينفعش.. ماما لو سمحت سبيني ابعد على فكره أنا من الأول كنت هقعد في شقتي لولا إن هي الي أصرت نيجي نقعد مع حضرتك عشان متزعليش وتفكري إنها السبب في بعدي عنك ومع ذلك شايفاها وحشة .. وعمرك ما هتشوفيها غير بالصورة الي أنت رسماها ليها مهما عملت .
ممكن ادخل
هتف بها مسعد وهو يقف على باب غرفة ابنته الشاردة أمام النافذه فالټفت على صوت أبيها لتهتف بإبتسامة واسعة
دلف للداخل وجلس فوق الفراش لتتبعه سريعا تجلس جواره فبدأ حديثه يقول
جيت من الشغل لقيت أمك بتقولي إن العريس معجبكيش .. قولتلها أحسن برضو أنا مكنتش موافق أصلا بس حابب أعرف السبب منك .
تنهدت تسرد عليه مقابلتها لذلك الرجل وما إن انتهت حتى أكملت
حسيت أنه مش فارق معاه أنا عاوزه ايه المهم إنه يضمن مستقبل ابنه وبس وأنا معنديش استعداد أضيع كل الي عدى من عمري وأسيب شغلي في الآخر .
كان هذا صوت آمال الذي صدح في الغرفة بعد أن دلفت لتستمع لحديث ابنتها ... وقفت أمامها وهي تكمل حديثها بحزن أم على حال ابنتها
أنا مبقولكيش تسيبي شغلك وتوافقي تبقي مربيه لإبنه ولا بقولك أنت غلطي لما رفضتيه .. بس وبعدين يا زينب هتفضلي كده لإمتى يابنتي أنا وأبوك مش عايشين ليك العمر كله والعمر بيعدي وممكن فجأه تلاقي نفسك لوحدك ساعتها الوضع هيبقى ايه !هتندمي إنك اتمسكت بشغلك ونسيت حياتك ولا هتفضلي على موقفك .
ليه مينفعش أتمسك بشغلي واتجوز ! ليه مش زي باقي البنات الي بتتجوز وهي بتشتغل عادي ! .
أجابها مسعد بتوضيح
عشان أنت مش موظفة عادية أنت مديرة وكل الي بيتقدمولك أقل منك وبيقلقوا إنك بعدين تتنطتي عليهم بوظيفتك معظم الرجاله يابنتي ميحبوش إن مراتهم تبقى في وظيفه أعلى منهم .. وللأسف كل الي اتقدمولك من المعظم دول ..
وأنا المطلوب مني ايه اعمله أتنازل عن وظيفتي عشان اتجوز !
نفى برأسه وهو يربط بكفه على ذراعها
زي ما أمك قالت احنا مش عايشين العمركله وهييجي يوم وتلاقي نفسك لوحدك
..
التف ل آمال يكمل حديثه بجدية
وساعتها يا أم زينب جوزها نفسه مش هيسندها ولا مضمون ولو في يوم جه عليها وحبت تبعد هتلاقي نفسها مش عارفه تسند حالها ولا لاقية اللقمة تاكلها ويمكن ده يخليها تطاطي لجوزها وتكمل معاه .. الي هيسندها بجد شغلها ومكانتها والبيت ده هم الي هيحموها من غدر البشر .. أنت ضامنه جوزها ده يبقى ايه ولا خصاله ايه !
أعاد وجهه ل زينب مكملا
اثبتي على موقفك يابنتي وأعرفي إن الجواز نصيب زيه زي كل حاجه في حياتنا ولو نصيبك متتجوزيش يبقى ساعتها تقدري تسندي نفسك وترضي بنصيبك .
ابتسمت لأبيها بإمتنان وهي تومئ له موافقة على حديثه ليبادلها الإبتسامة قبل أن ينسحب للخارج هو ووالدتها وما إن خرج حتى هتف بحدة
آمال الي قولتيه جوه مسمعوش تاني .
حاولت التبرير وهي تقول
أنا بس ..
قاطعها بنبرة حادة
سمعتي أنا قولت ايه ...
أومأت برأسها موافقة وهي تتجه للمطبخ لتكمل إعداد الطعام ..
فتح باب الشقة وتبعها الأنوار لتظهر شقة أقل ما يقال عنها رائعة ألوان الحوائط هادئة ومريحة للنفس والإضاءة تعطي جمال خاص والأثاث الذي كسي بأقمشة بيضاء لحفظه من الأتربة اتجهت زهرة لأحد الآرائك لتزيل القطعة القماشية من فوقها ووقفت تنفض يدها من الأتربة التي غمرت كفيها ... زفرت بضيق وهي تلتفت ل ياسر ورددت
محتاجه حملة نضافة للصبح دي .
بقالها سنة مقفولة طبيعي يعني .
ردد جملته وهو يضع هاتفه فوق الطاولة وتبعها فتحه لأحد الحقائب وإخراجه لثياب له ثم أردف بمرح
تعالي بقى طلعيلك حاجه لزوم الشغل .
أنت هتغير