تحت سقف واحد
مش عاوزه حد يعتذرلى. معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
حاول ترضيتها قائلا حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابة عنه.
قالت إيمان بحرج بالغ لا يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد أذنك متقولش حاجة لإيهاب. حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع. أنا هقوله أن المشوار من المدرسة للبيت عند حضرتك متعب شوية خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أمسكت بيده وقالت برجاء معلش يا عمى سبنى على راحتى. وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم لكن أنا سهله. المدرسة قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فاضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا أكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهي تقول معلش يا إيهاب سبنى براحتى. أنا كده هبقى مرتاحة أكتر. ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامة زائفة وقالت منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائلة لو مصممة يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت ياسلام بقى الست البرنسيسة هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم الأبتسامة
وقالت يالا بقى معلش كلوا بثوابه
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
قال إيهاب متعجبا ليه أنت كمان. حد زعلك ولا ايه.
تكلمت مريم وهي تستشعر مشاعر
متناقضة وقالت لا يا إيهاب متقلقش. انا بس حاسة أنى أهملت مذاكرتى وعاوزة أرجع أذاكر تانى وأحضر محاضراتى. متنساش أننا عندنا عملى ولسه كمان في تدريب في الصيف عليه درجات
قالت إيمان بطريقة طفولية ياسلام وأنا يعنى ماليش دى.
ضاحكا تحت ذراعه الآخر وهو يقول في حنان ربنا يخاليكوا ليا يارب أيه فيلم الحرمان اللى احنا عاملينه ده
نظرت إيمان إلى مريم وهما تحت ذراعيه نظرة ماكرة وأشارت لها مريم. واحد. اثنين. ثلاثة. وفجأه انقضوا عليه باللكمات. ظل يجرى منهما في مرح ويقفز من المقعد للمائدة وهما يلاحقانه بضحك هستيري!
نهض ووقف أمام أبيه في حزن شديد وقال أنا آسف يا بابا. والله ماكنت أقصد أى حاجة من اللى حصلت دى. أنا خرجت عن شعورى.
أكمل والده بانفعال متجاهلا حديثه عارف البنت قالت لاخوتها أيه. قالتلهم أنها قاعدة هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها. مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن إلى فراشه وډفن رأسه بين كفيه في حزن عميق نظر له والده في شفقة ولان صوته قائلا .
كل ده ليه يابنى. الدنيا مبتوقفش على حد. أنت لسه في عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الأمور أحسن من كده. ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه في حب وقال
أنا عارفك يا عبد الرحمن. أنت راجل يابنى وهتعدى أى محڼة قدامك وهتبقى أقوى من الأول مليون مرة يابنى الضړبة اللى متكسركش هتقويك. وانت عضمك ناشف. ده انت اللى هتشيل الشيلة كلها من بعدى يابنى.
تناول كف أبيه وقبله وقال ربنا يديك طولت العمر يا بابا. ده احنا من غيرك منسواش حاجة. أرجوك متزعلش مني أوعدك أنى أرجع لحياتى تانى أقوى من الأول
وعد يا عبد الرحمن
وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول ربنا يبارك فيك يابنى. أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأة وكأنه قد تذكر شيئا فنظر إلى والده وقال متعرفش يا بابا المدرسة اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن أنها ستأتى متأخرة وبعد حوالى الساعة أتصل به والده وطلب منه الحضور إليه قطع يوسف الممر إلى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول
أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال ها قولى بقى عملت أيه في بنت عمك انت كمان
قطب جبينه وقال يعنى أيه يا بابا مش
فاهم قصد حضرتك
قصدى مريم يا يوسف. زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى.
وأكمل بانفعال مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى. ولما