مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
من يقود تلك الحړب فمن سيفعل بالله عليك
اشتعلت عيونه يقترب منها خطوات بطيئة دبت ړعب داخل صدرها تدرك جيدا أن ولدها ليس من الحلم الذي يجعله يتغاضى عن أفعالها كثيرا لكن حتى وإن نفاها لاعمق بئر في المملكة فلن تتراجع عن حمايته .
صدر هسيس من فم الملك يقول
أمور جيشي وأمور مملكتي أنا من اتحكم بها لا أنت ولا أحد آخر يفعل سمعتي ...مولاتي
وصحيح ليس فقط أمور جيشي توقفي عن التدخل في كامل شئون حياتي فلا ينقصك سوى إخبار جميع اميرات الممالك الأربع أنني من اليأس الذي يجعلني أعرض نفسي عليهن ارتجي منهن امرأة تناسبني بأي حق تفعلين بي ذلك
بحق أنني والدتك أنت حتى هذا اليوم لم تجد زوجتك التي تتغنى بها
اسمع بني أنا أعلم جيدا أنك مستاء لأنك... لأنك وحتى هذا العمر لم تجد امرأتك المنشودة كما حدث لجميع رجال العائلة قبلك لربما بالبحث تجدها دعك من تلك الخرافات التي تقول أن زوجة الملك لابد أن يلقيها القدر على اعتابه ويسوقها له بأي طريقة من الطرق تزوج من أي أميرة تعجبك ودعك من تلك الترهات
نعم تلك التراهات التي ألقت بك بين أحضان والدي باكثر الطرق غرابة زوجتي ستأتي لي يا أمي وحتى ذلك الحين احرصي على عدم الزج بنفسك داخل أموري الخاصة رجاء والآن اسمحي لي بالمغادرة
ختم حديثه يتحرك صوب الباب يطرقه بقوة وحينما فتح غادر تاركا والدته تنظر في أثره پصدمة سرعان ما تحول لڠضب شديد ...
أحضروا لي العريف ...
__________________
صوت القرآن يصدح في المنزل بأكمله وهي تجلس أعلى الأريكة في بهوه تمسك بين أصابعها حبات مسبحتها التي أهداها لها الحاج سالم صاحب البناية عقب عودته من الحج .
كانت تستغفر وتدعو ربها تشعر بالخۏف من كل شيء وكل همسة تصدر في المنزل تتسبب في انتفاضة جسدها بقوة ما يزال مشهد انشقاق زجاج المرآة وخروج ضوء قوي منه يرعبها تنتظر أن يحل الصباح بفارغ الصبر كي تركض للمشفى حيث الجميع حيث لن يجدها ايا كان من ينتوي لها سوء .
لسه المغرب مأذنش ولا الليل ليل امال الړعب بدأ بدري ليه
تحركت من مقعدها وهي ما تزال تحمل بين أصابعها مسبحتها اقتربت من الباب تقول بخفوت
أنا احمد يا تبارك
نظرت تبارك من أحد تشققات الباب تحاول التأكد أن ذلك هو احمد نفسه ابن الحاج سالم صاحب البناية
وأنا ايه يأكدلي أنك احمد ومش قرينه قول أمارة
أجاب احمد ببلاهة وغباء بعض الشيء
امارة
استمعت تبارك لتلك الكلمة وضيقت عيونها بتفكير قبل أن تنفرج اساريرها وتتنفس الصعداء تحضر حجابها تضعه أعلى رأسها متأكدة أن ذلك الغباء لا يخرج سوى من أحمد بالفعل
أيوة هو أحمد فعلا
وعلى الفور فتحت تبارك الباب مطمئنة
أمان
نظرت له تبارك بقامته الصغيرة فقد كان طفل في السابعة من عمره ذو ملامح بها لمحة من التشرد تشعر أنك تقف أمام أحد قطاع الطرق لكن بهيئة طفل تجاوزت تبارك كل ذلك تتساءل بجدية
خير
ابويا بيقولك تعالى الحقي ستي لاحسن بټموت
حدقت به تبارك بعدم فهم تجذب باب منزلها تدفع الصغير صوب الدرج وهي تشعر بالبلاهة الشديدة
هي مش ستك دي سيبتها امبارح وهي مېتة وبعتوا جبتوا الكفن والمغسلة !
أجاب أحمد بجدية يضع كفيه داخل جيب بنطاله يهبط معها الدرج يتحدث بنبرة اشعرتها أنها تتحدث مع رجل ناضج
لا ما هو اصل لما أنت مشيتي هي صحيت تاني حتى امي قالت عليك غبية ومبتفهميش وبتفولي على ستي
توقفت تبارك في سيرها وقد بدأت ملامحها تشتعل بشكل مرعب بينما الصغير استرسل في الحديث دون أن يتوقف عن السير ولم ينتبه لتوقف تبارك التي كانت تشعر برغبة عميقة تندفع داخلها أن تهبط وتوسع والدته ضړبا بالله ماذا تفعل إن كانت والدتها صاحبة المائة وخمسة أعوام ټموت يوميا ثلاث مرات بل وتنقطع أنفاسها وتتوقف ضربات قلبها
دخلت تبارك المنزل الخاص بالحاج سلامة تستقبلها صرخات والدة احمد ونحيبها وولولتها وهي ټضرب فخذيها جوار فراش والدتها
اه يا اما هتيسبيني لمين من بعد ياما اه يا حبيبتي بعدك على عيني يا ختي
نظرت لهم تبارك ومن ثم نظرت للسيدة