الجمعة 29 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 24 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

عن مقعده يقول بملامح لا تخبرك ما يخفي خلفها 
ارواحكما تلك سأستخرجها بيدي العاړية حينما ننتهي من كل ذلك الحقوا بي 
تحرك وهم نظروا لاثره بريبة ونظر الاثنان لبعضهما البعض وقد قررا خفية أنهم لن يسمحوا لتلك المهمة بالانتهاء إن كانت حياتهما ستنتهي بنهايتها أو هكذا رسم لهما عقلهما الصغير ..
بعد ساعات أخرى من التحرك هنا وهناك خلف الكرة توقف الثلاثة واخيرا أمام مبنى من ثلاثة أدوار في مكان مزدحم وفوق ذلك المبنى لافتة مهترئة الاحرف مستشفى الأمل والحياة .
أخفض سالار رأسه صوب الكرة لا يصدق أنه وجدها أسبوعين يتنقل بين البلاد يصعد لالات غريبة غير مريحة تتحرك به ومن ثم يسير طويلا بين الطرقات دون أن تغفل عيونه لحظات أو ينام .
واخيرا أصدرت القلادة لونها المميز الذي يخبره أنه وصل حيث تقبع الملكة وقبل منتصف الشهر بيوم واحد
ابتسم سالار بانتصار وهو يرفع رأسه صوب المشفى قائلا بصوت مخيف 
ها نحن ذا يا احمقان استعدا لحصد ارواحكما....
خطى المشفى بخطواته القوية المعتادة منه يسير بأعين جامدة وملامح لا روح بها تقريبا يتجاهل الجميع حوله وخلفه يسير صامد ومعه صمود يتبلعان ريقهما بړعب يدعوان من اعماق قلبيهما أن تخيب مهمة سالار إن كانت رقابهما هي النتيجة لنجاحها .
وسالار يسير أمامهما لا يشعر بشيء حوله فقط يحدق بالكرة بين أصابعه يسير خلفها يشعر بقرب اقترابه ليس لأن الكرة تشير لذلك بل لأن شيئا داخل صدره يخبره بهذا لطالما كان لديه هذا الحدس القوي في معاركه يدرك الانتصار قبل حدوثه يتوقع الهزيمة قبل وقوعها في حالة إن هزم من الأساس....
تحدث صامد وهو يحاول مجاراة خطوات سالار 
إذن يا قائد هل ماتزال خطة حصاد أرواحنا قائمة ماذا إن غفرت لنا ذلتنا 
رفع سالار عيونه ببطء عن الكرة يمنحه بسمة زادت رعبه وصوته خرج يقول ببساطة 
ومتى غفرت لأحدهم صامد 
أنت رجل عدل سيدي 
صحح له سالار بهدوء 
بل رجل حرب يا عزيزي 
ختم كلماته يتحرك تاركا إياه يرثي نفسه هو وصمود بينما سالار ابتسم بسخرية عليهم تعجبه تلك اللعبة هذان الغبيان يعتقد أنه قد يخسر دنياه وآخرته لأجلهما ويحمل وزر قتل نفس بريئة بغير ذنب لأجل التخلص من غبائهما 
كان يسمع اصواتا عديدة في المكان بأكمله يرى وجوه كثيرة لكن من بين كل تلك الأصوات لم ينتبه سوى لصوت واحد ومن بين كل الوجوه لم يرى سوى وجهها هي .
فتاة بملامح هادئة تبعث في القلب راحة ملامح رقيقة تسير بين ممرات المكان تحمل بين يديها بعض الأوراق ويبدو على وجهها الانشغال لا تنتبه لأحد أو تهتم لأحد.
وعند تبارك كانت ترغو وتزبد وهي تشعر بشعور سييء داخل صدرها تود الانعزال عن الجميع فقط لترثي نفسها لكن وجوده في الجوار لم يساعد على ذلك .
توقفت تلمح نظرات علي لها إذ أطال النظر في وجهها ثواني قبل أن يتجاهلها ببساطة ويرحل وكأنه لم يرها.
يشعر بۏجع كبير داخل صدره وقهر لا حصر له كان يود المجئ والاعتذار لها يخبرها أنه لا يهتم حقا بما قالت لكن كل ذلك كان قبل أن تعلم والدته بنيته في خطبة فتاة مجهولة النسب والهوية كما قالت ..
أعجب بها علي وبصدق ولم يكن ليمنح أمر حقيقتها أي أهمية فماذا يعني أنها ولدت بملجأ الأمر ليس عجيبا أليس كذلك لكن والدته كانت تحمل رأيا منافيا لكل هذا الهراء _ من وجهة نظرها _ ليس بعد هذا العمر يتزوج ابنها الذي عانت لأجله كي يصبح طبيبا من ممرضة لا أصل لها ولا عائلة معروفة والله وحده يعلم ما تخفي خلف ماضيها الضبابي .
تنهد علي بتعب شديد هو ما كان ليستمع لوالدته أو يرضخ لشيء لا يريده لكن هي ...هددته بنبذه والڠضب عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهذه والدته وضعف أمامها وأمام رجائها .
راقبت تبارك رحيله بملامح عادية هادئة الأمر ليس محزنا لها بقدر ما هو مؤلم لنفسها مسحت دمعة صغيرة هبطت على وجنتيها تركض بسرعة لممر جانبي دون أن يراها أحد.
لكن سالار والذي كان يراقب كل ذلك بملامح جامدة وعيون ضيقة تحرك خلفها دون أن يشعر متجاهلا صوت صامد له 
مهلا سيدي أين تذهب علينا إيجاد الملكة 
جذبه صمود يكمم فمه بقوة 
اششش اصمت يا أبله هل تشتاق لنهايتك بهذه السرعة دعه ينسى ما جاء لأجله 
نظر له صامد بعدم فهم لكن صمود استمر ينظر لسالار الذي سار خلف تلك الفتاة بشكل مريب فلأول مرة ينجذب قائد الجيوش والمتجبر المعروف بين الجميع لامرأة لكن لا يهم إن كانت تلك المرأة ستؤخر عثوره على الملكة وموتهما فلا يهم ...
و سالار لم يتوقف يسير بأقدام سريعة خلف تبارك التي دخلت لممر صغير تحشر جسدها في زاوية الممر
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 195 صفحات