مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
عن مقعده يقول بملامح لا تخبرك ما يخفي خلفها
ارواحكما تلك سأستخرجها بيدي العاړية حينما ننتهي من كل ذلك الحقوا بي
تحرك وهم نظروا لاثره بريبة ونظر الاثنان لبعضهما البعض وقد قررا خفية أنهم لن يسمحوا لتلك المهمة بالانتهاء إن كانت حياتهما ستنتهي بنهايتها أو هكذا رسم لهما عقلهما الصغير ..
بعد ساعات أخرى من التحرك هنا وهناك خلف الكرة توقف الثلاثة واخيرا أمام مبنى من ثلاثة أدوار في مكان مزدحم وفوق ذلك المبنى لافتة مهترئة الاحرف مستشفى الأمل والحياة .
واخيرا أصدرت القلادة لونها المميز الذي يخبره أنه وصل حيث تقبع الملكة وقبل منتصف الشهر بيوم واحد
ابتسم سالار بانتصار وهو يرفع رأسه صوب المشفى قائلا بصوت مخيف
خطى المشفى بخطواته القوية المعتادة منه يسير بأعين جامدة وملامح لا روح بها تقريبا يتجاهل الجميع حوله وخلفه يسير صامد ومعه صمود يتبلعان ريقهما بړعب يدعوان من اعماق قلبيهما أن تخيب مهمة سالار إن كانت رقابهما هي النتيجة لنجاحها .
وسالار يسير أمامهما لا يشعر بشيء حوله فقط يحدق بالكرة بين أصابعه يسير خلفها يشعر بقرب اقترابه ليس لأن الكرة تشير لذلك بل لأن شيئا داخل صدره يخبره بهذا لطالما كان لديه هذا الحدس القوي في معاركه يدرك الانتصار قبل حدوثه يتوقع الهزيمة قبل وقوعها في حالة إن هزم من الأساس....
إذن يا قائد هل ماتزال خطة حصاد أرواحنا قائمة ماذا إن غفرت لنا ذلتنا
رفع سالار عيونه ببطء عن الكرة يمنحه بسمة زادت رعبه وصوته خرج يقول ببساطة
ومتى غفرت لأحدهم صامد
أنت رجل عدل سيدي
صحح له سالار بهدوء
بل رجل حرب يا عزيزي
ختم كلماته يتحرك تاركا إياه يرثي نفسه هو وصمود بينما سالار ابتسم بسخرية عليهم تعجبه تلك اللعبة هذان الغبيان يعتقد أنه قد يخسر دنياه وآخرته لأجلهما ويحمل وزر قتل نفس بريئة بغير ذنب لأجل التخلص من غبائهما
فتاة بملامح هادئة تبعث في القلب راحة ملامح رقيقة تسير بين ممرات المكان تحمل بين يديها بعض الأوراق ويبدو على وجهها الانشغال لا تنتبه لأحد أو تهتم لأحد.
توقفت تلمح نظرات علي لها إذ أطال النظر في وجهها ثواني قبل أن يتجاهلها ببساطة ويرحل وكأنه لم يرها.
يشعر بۏجع كبير داخل صدره وقهر لا حصر له كان يود المجئ والاعتذار لها يخبرها أنه لا يهتم حقا بما قالت لكن كل ذلك كان قبل أن تعلم والدته بنيته في خطبة فتاة مجهولة النسب والهوية كما قالت ..
تنهد علي بتعب شديد هو ما كان ليستمع لوالدته أو يرضخ لشيء لا يريده لكن هي ...هددته بنبذه والڠضب عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهذه والدته وضعف أمامها وأمام رجائها .
راقبت تبارك رحيله بملامح عادية هادئة الأمر ليس محزنا لها بقدر ما هو مؤلم لنفسها مسحت دمعة صغيرة هبطت على وجنتيها تركض بسرعة لممر جانبي دون أن يراها أحد.
لكن سالار والذي كان يراقب كل ذلك بملامح جامدة وعيون ضيقة تحرك خلفها دون أن يشعر متجاهلا صوت صامد له
مهلا سيدي أين تذهب علينا إيجاد الملكة
جذبه صمود يكمم فمه بقوة
اششش اصمت يا أبله هل تشتاق لنهايتك بهذه السرعة دعه ينسى ما جاء لأجله
نظر له صامد بعدم فهم لكن صمود استمر ينظر لسالار الذي سار خلف تلك الفتاة بشكل مريب فلأول مرة ينجذب قائد الجيوش والمتجبر المعروف بين الجميع لامرأة لكن لا يهم إن كانت تلك المرأة ستؤخر عثوره على الملكة وموتهما فلا يهم ...
و سالار لم يتوقف يسير بأقدام سريعة خلف تبارك التي دخلت لممر صغير تحشر جسدها في زاوية الممر