مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
زي ما تحب هنا المكان مكانك
ابتسم له سالار يتقبل منه ذلك الكوب وقد تقدم صامد وصمود بلهفة لتجربة ذلك المشروب وجلسا جوار سالار الذي ارتشف منه بتلذذ يسمي الله
أخبرني يا عم ما هذه الآلات الغريبة التي تقوم ببيعها
نظر الرجل حوله ثم قال ببسمة
دي انتيكات يا ابني حاجات قديمة يعني راديو وأجهزة تليفون قرص وكتب قديمة وغيرهم
خد دي تذكار من المحل عشان تبقى ترجع تاني
رفع سالار نظره للرجل الذي كان مبتسما ليشعر بألفة غريبة جعلته يقول ببسمة
لا اعتقد أنني قد اعود يوما يا عم
متقولش كده اللي جه مصر في يوم مسيره يرجع ليها يا بني هيجي اليوم وتحن وترجع ليها
ربما ...طالما أن تلك البلاد تمتلك من هم مثلك فربما اعود يا عم ربما يوما ما
ختم حديثه يدس يده في جيبه الآخر يخرج سرة من العملات الذهبية و وضعها على المكتب دون أن ينتبه له الرجل الذي كان يعطيه ظهره وهو يتحدث بخفوت
ربت سالار على كتفه
نعم يا حاج أنتم كذلك والان استأذنك علي الرحيل للبحث عن ضالتي
باذن الله تلاقي اللي بتدور عليه
غادر سالار ومن معه تاركا الرجل يبتسم لهم ثم عاد ليحمل اكواب الشاي الفارغة لكن فجأة توقفت أنظاره حينما أبصر كيس قماشي غريب جعله يحدق فيه بريبة امسك الكيس بعدم فهم ليشعر باهتزاز شيء فيه فتحه بفضول ليبصر العديد من العملات الذهبية التي جعلت عيونه تتسع وينظر للباب پصدمة كبيرة فاغر الفاه ...
وسالار ابتسم ييير في المكان براحة شديدة وقد ذهب عنه الضيق وكأن سماعه لآيات القرآن أعطاه طاقة أمل كبيرة .
وهكذا قضى نهار آخر يدور وسط البلاد قبل أن يأخذه صامد وصمود صوب أحد الأماكن التي تسمى فنادق وبات ليلته هناك وهو يهمس لنفسه بتعب
أين سأجد تلك الملكة اشتقت لحياتي وجيشي
وعلى الجانب الآخر..
كانت تبارك تقف في نافذة أحد الممرات في المشفى إذ كانت تلك الليلة قد حصلت على ساعات عمل إضافية في المساء اضطرتها للمبيت داخل جدران المشفى ابتلعت ريقها وهي تتذكر أنه من بعد ذلك اليوم الذي تحدثت فيه لعلي لم تره اختفى وقيل أنه سافر لاقاربه..
حاولت أن تتناسى كل ذلك وتشرد بالسماء علها تهدأ بعض الشيء لكن فجأة سمعت صوتا خلفها ينادي باسمها
تحركت من مكانها تتنفس بصوت مرهق وهي تهمس
يارب يا معين الڤرج من عندك يا رب
_________________
صباح اليوم التالي وبعد سير طويل ارتكن الثلاثة صوب أحد المقاعد التي تقبع في الطريق صامد وصمود يرتاحان بينما سالار يفحص الكرة وهو يهمس بصوت هادئ لا حياة فيه فلا تدري أساخطا كان أم غاضبا
أقسم أن خوض حرب لأيام طوال مع المنبوذين أكثر سهولة مما أفعل الآن أين سأجد الملكة في هذه البلاد الضخمة! اشعر أنني ابحث عن إبرة في كومة قش
فجأة وأثناء حديثه ذلك سمع صوت صمود يقول مقترحا بصوت منخفض لصامد
لم لا نعود للمملكة ونخبرهم أننا عجزنا عن إيجاد الملكة !
أجابه صامد بحنق
وهل تعتقد أن القائد سيعترف بالهزيمة في مهمة وكلت له أنت تحلم
نظر صمود لصامد يميل عليه أكثر فقد كان يفوقه طولا بشكل مبالغ به
إذن نعود وحدنا ونخبرهم أننا فقدنا أثره هنا أو ربما نخدره ونسحبه بالقوة صوب المملكة
ابتسم صامد بسمة خبيثة وقد أعجبته تلك الأفكار فهو مل حقا كل ذلك نظر حوله يهمس له بالمقابل
ونصبح نحن قائدي الجيوش بعدما يعزله الملك أو يعدمه لمخالفته الأوامر
اشتعلت أعين صمود بالحماس الشديد وقد بدأ يبادل رفيقه البسمة الماكرة لكن فجأة انتفض الاثنان على صوت سالار الذي قال ببسمة وهو ما يزال يحدق أمامه ببرود شديد
أو افضل يمكنني قتلكما وإحضار الملكة والعودة للمملكة وحينها لن احتاج لتقديم حجج مثلكم فلن يتساءل أحد عنكما على أية حال
نظر له الأثنان پصدمة كبيرة وقد على سؤال ملامحهما والتقطه سالار بوضوح يجيب بسخرية
اصواتكما كانت عالية
ابتلع صامد ريقه يسارع بالقول
نحن لا نقصد ما فهمته يا قائد نحن بالطبع لن نتخلى عنك أو عن ملكتنا صحيح صمود
وضع صمود يده جهة قلبه يظهر له الاحترام والطاعة
نفديك بأرواحنا قائد سالار
نهض سالار