مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
مش امريكا عشان تتمختر فيها بالشكل ده أنت هنا في مصر
مال سالار برأسه وكأنه يفكر في كلماته
امريكا ما هذا الاسم ! هل هذه دولة مستحدثة
كان يتحدث بجهل يفكر في ذلك الاسم الذي قاله الرجل ففي جميع الكتب التي جمعها أسلافه لم يسبق وذكرت دولة تسمى امريكا كما يقول ذلك الرجل ويبدو أن الرجل التقط حيرته تلك فاشفق عليه ليقول
ختم حديثه يربت على ذراع سالار الذي نظر ليده نظرات جامدة ثم نظر للرجل بهدوء وملامح منقبضة وقد رأى في عيونه نظرات طيبة وهدوء لذلك لم يجادله كثيرا وتحرك بعيدا مع صامد وصمود ...
يبحثون في تلك البلاد عن الملكة يسألون البعض احيانا ويستقلون السيارات أحيان أخرى وقد بدأ سالار يفقد هدوءه المستحدث ويشعر بالڠضب الشديد يملئ صدره ..
مسح وجهه يتحرك صوب أحد المقاعد يستقر عليها وهو يدور بنظراته في المكان حوله تنقبض ملامحه لسماع موسيقى صاخبة احيانا وأخرى هادئة بكلمات سيئة بحق البعض تصف مفاتن الحبيبة كما يصفها المغني والأخرى تتغزل في طريقتها وكل هذا جعله يغمض عيونه مستغفرا وقد انتفض جسده يتحرك بعيدا عن تلك النقطة دون أن يبرر لصامد وصمود شيء ...
فجأة توقفت اقدام سالار حينما تناهى لمسامعه صوتا جعل قلبه يرتجف ابتسم يسير خلف ذلك الصوت وفي لحظة أصبح يهرول يهرول خلف اصوات القرآن وكأنه وجد نورا في نهاية نفق مظلم هناك صوت للحق يعلو وسط هدير الباطل .
السلام عليكم يا عم
استدار رجل كبير في العمر قد بلغت التجاعيد جسده لكن على الرغم من ذلك كان مبتسما بشوشا يسر القلب ..
ابتسم له سالار بسمة صادقة حنونة يتحرك صوبه يقول بهدوء
لقد سمعت صوت القرآن يصدر من محلك أثناء تحركي في الخارج واردت المجئ لارى من أين يأتي
نظر له الرجل بعدم فهم لثواني لتطرأ في رأسه فكرة أنه لربما كان سائحا بسبب هيئته ولهجته الغير معتادة بين أبناء شعبه
أنت فاهمني !
نعم افهمك لا تقلق افهم الكثير من حديثكم
ابتسم له الرجل يجذبه صوب أحد المقاعد وقد سعد قلبه لأجل حديث ذلك الرجل ذو الوجه المنير
ده المنشاوي تعرفه ! هو قارئ مصري قديم بس صوته وترتيله جميل اوي أنت... أنت مسلم
ابتسم له سالار يشير برأسه صوب صامد وصمود أن يجلسا بعدما كانا ينتظران أوامره ثم نظر للرجل يقول بصوت هادئ مريح للنفس
الحمدلله الذي هدانا يا عم أنا مسلم ابا عن جد
شعر الرجل بسعادة كبيرة يطلق من فمه دون شعور ماشاء الله . ..
ربت سالار على كفه ثم تساءل بفضول شديد
أخبرني يا عم ما الذي يحدث هنا فمن بين كل تلك المنكرات ما سمعت سوى صوتا واحدا للحق ما بال الجميع في الخارج لا اسمع منهم ذكرا
ابتسم له العجوز يتحرك من المقعد صوب أحد الأجهزة في ركن محله يقول بهدوء شديد
تقدر تقول يا بني أن الباطل مغرياته أكثر من الحق والسييء متزين اكتر من الجيد هتلاقي كده وكده هتلاقي برة اللي ماشي يتمتم مع الاغاني واللي ماشي يردد اذكاره اللي رايح لعمل خير واللي ماشي ناوي شړ مفيش زمن فيه شړ خالص الفكرة إن الباطل بجح وبيعلن عن نفسه وصاحب الحق حيي صامت
ابتسم سالار لحديث ذلك الرجل الذي أراح صدره وقد أعطاه املا أن ملكتهم قد تكون من هؤلاء الذين نفروا الباطل واتبعوا الحق .
فجأة تقدم منه الرجل ومد يده له بمشروب وقال ببسمة وهو يشير لصامد وصمود
خد اشرب يا بني واقعد