رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن
انت في الصفحة 1 من 51 صفحات
الفصل الأول راية التمرد رواية جوازة ابريل ج
لا للحلول الوسطى أو الإجابات المتأرجحة ولا للعلاقات المعلقة أما أن يكون كل شيء في حياتي حتميا قطعيا نهائيا إما أن أرفع راية التمرد المضيئة پجنوني.
المنصورة 2010
في مبنى بإحدى ضواحيها شكله عاديا من الخارج
داخل منزل فتحي مرزوق جد ابريل
داخل غرفة المعيشة المتوسطة الحجم تدق الساعة العتيقة وتعلن عقاربها عن الثالثة صباحا.
استيقظت هذه الفتاة الصغيرة بعد أن كانت نائمة في جدتها أثر تعرضها لنوبة سعال قوي حيث أصيبت بأزمة ضيق في التنفس للمرة الثانية خلال ساعات بسيطة بهذا الليل كما يحدث معها يوميا.
ربتت الجدة على ظهرها برفق وقالت بنبرة قلقة اتنفسي علي مهلك يا ابريل ..
تابعت تحية وهى تأخذ كيسا من فوق طاولة السرير الجانبية ووضعته في يديها الصغيرتين وهى تستمع للخشخشة المصاحبة لتنفسها خدي اتنفسي في الكيس دا
دفعت لها تحية خصلات شعرها البنية عن وجهها الصغير فيما كانت تنظر إليها بحزن وتدعو إلى حفيدتها أن تتعافى من الآلام المزمنة التي تعاني منها.
قالت تحية بحنان يطل من مقلتيها شاطرة يا قلب ستك ربنا يشفيكي ويعافيكي يارب لأجل النبي حبيبك .. يلا تعالي في يا حبيبتي اهدي كدا و نامي ربنا يحرسك يا ضنايا
همست ابريل مستفسرة انتي نمتي يا ستي
أجابتها تحية بحيرة لسه يا قلب ستك .. مالك يا ابريل قلقانة ليه ورايح من عينك النوم لسه تعبانة
نهضت على الفور وجلست على ركبتيها أمامها على السرير وقالت بترقب لا كنت بفكر وعايزة اسأل حاجة يا ستي
أردفت بهمس مطرقة رأسها إلى الأسفل وفركت يديها معا بتوتر طفيف هو ليه ماما وبابا كل واحد منهم في حته بعيدة عن بعض .. وسايبني انا هنا لوحدي
وبختها الجدة بلطف اخس عليكي يا ابريل كده يا بت .. انتي خلاص زهقتي من القعدة معايا انا و جدك ولا ايه
إنعكست الحيرة فى مقلتيها البريئة التي امتلأت بالدموع ثم واصلت بنبرة باكية هما ليه مش عايزين ياخدوني اعيش معاهم .. هما ليه مش بيحبوني يا ستي .. عشان انا يعني تعبانة طول الوقت
نفت الجدة برأسها سريعا محدقة فيها بحزن لتقول بمواساة اهدي يا حبيبتي خلاص ماتعيطيش لا حول الله يارب
سأل الجد بجزع عندما دخل الغرفة ليجد الفتاة الصغيرة تنتحب بقوة مخبئة وجهها خلف كفيها مالها ابريل يا تحية في ايه مزعلها
تململت الجدة مرتبكة قليلا ثم أجابته بالنفي بينما تدفع بحنو خصلة شعر أبريل للوراء مفيش يا حج .. هي مضايقة وتعبانة شوية عشان اغم عليها في المدرسة انهاردة
مسحت أبريل دموعها في أطراف أكمامها بطريقة صبيانية بحتة وهي تتمتم بنبرة رجاء يتخللها الانكسار جدو .. جدو انا مش هتعب تاني وهخف والله .. بس خليهم يوافقوا اعيش معاهم وانا مش هضايقهم خالص وعد
ضمھا الجد إلى صدره العريض وهو يمسد على ظهرها بحنو بس يا ابريل اهدي يا حبيبتي .. عشان خاطر جدك انتي مش بتحبيني انا وستك تحية
نظرت ابريل إليه وهى تبرم شفتيها الحمراوين بتفكير لتجيب بنبرة صادقة ايوه بحبكو اوي يا جدو
هتف بجدية يتخللها الحنان خلاص .. صلي علي حضرة النبي .. واستهدي بالله كدا و اتوكلي عليه وحده
غمغمت بصوتها الناعم عليه افضل الصلاة والسلام
اتسعت ابتسامته البشوشة وهو يهمس بصوته الدافئ عليه افضل الصلاة و السلٱم .. غمضي العيون الحلوين دول وهتروحي في النوم
إمتثلت مطيعة لطلبه وهي تستمع إلى صوته العذب بينما يتلو آيات من القرآن الكريم على رأسها لتتغلغل السکينة في أعماق قلبها.
بعد عدة لحظات
إختلس النظر إلى من تنام وسطهما ليهمس پقهر مكتوم بنتك دي منها الله ايه جحود قلبها هي والزفت فهمي .. نسيو خلاص ان في بت مكتوبة في شهادة ميلادها بإسمهم
تنهيدة عميقة غادرت ضلوعها لتقول آسى قلبي محروق