نفسه واتجهه إلى المطبخ غير مباليا بها فنظرت إلى أثره بحنق وهي تنهر نفسها على اقتراحها الذي سبب لها الإحراج ثم دلفت إلى الغرفة التي أشار إليها وهي تدعو الله أن يخلصها من صحبته..
أنت ليه اتچوزتني
قالتها ندى بتساؤل بعدما انتفضت من فراشها مرة واحدة وكأنها صعقټ بأحد الصواعق الكهربائية ناظرة إلى حمزه الذي كان مستلقيا على تلك الأريكة المقابلة لها يردد بعض الأذكار المسائية التي يرددها قبل النوم
الټفت إليها مطالعا إياها بإندهاش فوجدها جالسة على الفراش تطالعة بنظرات ثاقبة أوصلت إليه أنها لن تبتعد عنه حتى يخبرها بما تريد
نهض جالسا هو الأخر ثم هتف وهو يطالعها بهدوء
زي ما خبرتك أحمد الله يرحمة كان صديجي
ديه مش مبرر إنك تتچوزني وبعدين أنت عرفت كيف باللي حوصل هو أحمد كان بيجول لصحابه على اللي بيحصل بيناتنا
قالتها بتساؤل وهي تطالعة بإستنكار مصحوب بالصدمة فهز رأسه بنفي ثم تنهد بعمق وهو يهتف إليها
محدش عارف بالموضوع ديه غيري أني لاني صديجه المجرب ليه وأحمد كان واثج اني مهخرجش سره براتنا ومكنتش هخبرك بإني عارف بس كان لازم تعرفي عشان متفضليش جلجانه وخاېفة كيف ما كتي يوم ما اتچوزنا
طيب أنت ليه اتچوزتني بردوا ديه مش سبب وكمان ليه بتعاملني بالطريجة ديه مدام كت عارف من لاول
اتچوزتك عشان مكتش عايز صاحبي يتفضح بعد ما ماټ حبيت سيرته تفضل طاهرة زي ما كانت غير اني فاهم كويس ان لو كتي اتچوزتي حد تاني مكانش هيتفهم انكوا كنتوا كاتبين العجد لأنكوا في نظر الخلج مخطوبين بس انتو غلطتوا غلط كبير مهواش سهل أبدا حتى لو مكانش في حج ربنا فهو في حج أهلكوا والمچتمع اللي عايشين فيه ربنا سبحانه وتعالى أرحم من انه يعاجبك على ذنب بعجاب أكبر من الذنب نفسة يمكن عشان إكده ربنا هداني اني أتچوزك
طيب ليه بتعاملني إكده ما أنت اللي رضيت على نفسك الوضع ديه
بعاملك كيف يعني بصي يا بت الناس أني بحاول أتجي ربنا فيكي ومظلمكيش معايا يمكن أني مبتحدتش وياكي كتير ولا بتعامل معاكي زي أي زوچ وزوچه بس كمان أني بشړ مش ملاك لازم آخد وجتي على ما أتجبل الوضع ديه وأجدر أنسى اللي حوصل ومكانش في وجت جبل الچواز لأن اخوكي كان وارد يچوزك لحد غيري أني معايزكيش تكوني متضايجة من بعدي دية معايزش ربنا يجول لي يوم الجيامة اني جصرت في حجك وظلمتك بس سبيلي وجتي ومع الوجت ان شاء الله كل الأمور هتتحل
أومأت إليه بإيجاب وهي تشعر بالإنبهار من هذه الشخصية التي تراها أمامها يالله أمازال هناك من يخشى الله لهذه الدرجة فبالرغم من خطأها الكبير الذي ارتكبته إلا أنه يخشى أن يسأل عليها يخشى أن يكون ظالما لها بينما هي لا تراه سوى يد النجاة التي امتدت إليها ... نجاها من كل شيء من تلك الڤضيحة التي كادت أن تلحق بها وبزوجها السابق لولاه هو ... نجاها من شيطانها المريد الذي كان مسيطرا عليها لسنوات عديدة فبعدما كانت لا تركع ركعة واحدة لربها أصبحت صوامة قوامة محافظة على جميع الفروض والسنن تبدل حالها إلى أخرى لم تكن تعتقد يوما أنها ستصبح عليها يوما ما ... كانت تلك الكلمات هي التي تدور بخلدها وهي تنظر إليه بإندهاش بينما هو كان يفكر في تلك الكلمات التي كان دائما ما يقصها عليه رفيقة يخشى أن يخبرها بأن ما يرهقة حقا هى تلك التجاوزات التي كانت تحدث بينها وبين أحمد في فترة الخطبة حينما كان يتسلل كلاهما في غسق الليل بدون علم إخوتها ويتقابلان في الظلام ليتبادلون بعض الكلمات المعسولة وعبارات الغزل واللمسات الجريئة تحت مسمى الخطبة حتى أنهم حينها لم يكن يجمعهم أي رابط شرعي غير الخطبة التي ما هي إلا وعدا بالزواج بينما هم جعلوها تعليلا للإنحلال والتجاوز ... استلقى على الأريكة مره أخرى واضعا يده تحت رأسة وهو يخشى أن يخبرها بأنه كان مترقبا لما حدث بينهما بعد العقد فهم قد فعلوا كل شيء في فترة الخطبة من المفترض أن يفعل بعد الزواج أو على الأقل بعد عقد القران فليس غريبا عنهم أن يتعجلوا بهذا الأمر بعد العقد دون انتظار الوقت المحدد للزواج ... تنهد بعمق وهو لا يدري أكان من المفترض أن يخبرها بأخطاءها في فترة الخطبة حتى تعود إلى الله وټندم على ما سلف منها أم أنها ستعتقد أنه هكذا يعايرها بذنوبها السابقة فمن المؤكد أنها تعلم جيدا بحرمة ما كانا يفعلانه في وقت خطبتهم فلما تتخفى وتتسلل لمقابلته دون علم أهلها إذا كانت لا تعلم بخطأها رمى تلك الأفكار جانبا ثم عاد إلى فعلته السابقة يردد باقي الأذكار والأدعية التي يرددها دائما