سجن العصفورة داليا الكومي
بع نف ...دقات قلبها تصم اذانها من قوتها...ادركت ان وراء تحرش البلطجى بأبيها شړ... وصلت لباب منزلهم وانتظرت اباها فهى لم تملك يوما مفتاح فهى لم تحتاجه ابدا فسلطان كان يوصلها حتى الباب دائما ولم تضطر يوما لحمل مفتاح في المدرسة ...لسوء حظها رأت عبده البل طجى ينزل الدرج وهو يتطلع اليها بعيون شريره تفضحه....
الدموع حبستها بصعوبه ...صوت خطوات والدها التى تطوي السلالم جريا اعطاها الامل في الخلاص...خطوات والدها المقتربة بلهفه لم تؤثر في عبده الذى قال بوقاحه ... مسيرك ليه يا جميل.. وقريب اوى....ثم وجه نظرات ټهديد وتحدى لسلطان كأنه يتحداه ان يعترض علي ما قاله... وببروده اخرج مدية صغيرة من جيبه لوح بها في ټهديد في وجه سلطان ثم هوي بها في حركة ټهديد صريحه علي كفه عدة مرات ... بعدما انهى تهديده الفج...
سلطان اتجه فورا لهبه المړعوبه كى يطمئن عليها... خوفه علي هبه وصل لحد الجنون ...قلبه يبكى ويقول .. اة من الظلم والفقر والذ ل والض عف ...
سلطان ادرك ان عبده وضع هبه في رأسه ولن يتوان حتى ينالها... جمالها المبهر لع نة عليها منذ الان..لابد وان يهربوا ...يغادروا هذا المكان الموبؤ ...لكن السؤال الاهم الي اين
القهر اكل قلبه ...خوفه علي ابنته من الدنيا من بعده سيطر علي تفكيره
اذا كان لا يستطيع حمايتها من عبده في وجوده فماذا ستفعل اذن عندما تكون وحيده في مواجهته...
سلطان ادخل هبه المر عوبه الي المنزل واغلق الباب بقوه.... هبه حبيبتى طمنينى ..لمسك
سلطان زفر بارتياح .... الحمد لله ...الحمد لله
تركها ورفع يده الي السماء وقال يارب احميها مالناش غيرك ...
عندما اتى سلطان لاخذها من المدرسة في اليوم التالي احست بشيء غير طبيعى في تصرفاته ...كان متوتر وخائڤ ويتلفت من حوله باستمرار..توتره انتقل الي هبه التى سألته بقلق ...
بابا مالك طمنى... ...انا خاېفه
نصف ساعة وتكونى جاهزة عشان نمشي
نمشي
هبة تسألت في دهشه .... نمشي نروح فين يا بابا
سلطان اجابها بغموض... متسأليش دلوقتى ...ادعى ربنا يسهلها ونطلع بالسلامه وبعد كده هفهمك كل حاجه
هبه نفذت طلبه بسرعه ...اشياؤها القيمة قليلة جدا وهو اكد عليها ضرورة احضار حقيبة صغيرة لا تلفت الانتباه اليهم ...ارتدت فستانها الجديد الذى اشتراه سلطان لها منذ اسابيع ....وفي حقيبتها المدرسية المعتادة وضعت كتبها وادواتها جميعا وحشرت في حقيبة يدها فستان حسنية وبعض الغيارات الداخليه واهم ماحملته معها كان الصوره الوحيدة التى لديها لوالدتها...خرجت بسرعة الي سلطان الذى كان مازال يستغفر
سلطان قادها لخارج المنزل واركبها علي الدراجة الڼارية خلفه مجددا وانطلق بأقصى سرعه كأنه يهرب من الچحيم
هبه لم تفهم تصرف والدها الغريب...نفذت تعليماته حرفيا وجمعت اقل القليل.. ونزلت معه من المنزل بدون أي كلام او سؤال كيف تستطيع سؤاله وهو متوتر وخائڤ بهذا الشكل ....فاجلت فضولها وتساؤلاتها لوقت اخر يكون والدها فيه اقل توتر ...
سلطان اوقف دراجته الڼارية تحت بناية فخمة في حى افخم ...اخذها من يدها وصعدوا في المصعد الي الطابق الرابع.... اتجه الي احدى الشقق السكنيه التى لها باب خشبى ضخم واخرج مفتاح من جيبه وفتح باباها وادخلها برفق...
دهشة هبه وعدم فهمها لتصرفات والدها كانت قد بلغت عنان السماء لكن عندما فتح الباب ودخلت الي الشقة الفخامة والترف الواضحيين اوقفوا عقلها تماما عن العمل... لم تكن تتخيل وجود مكان بهذا الجمال في حياتها اذا لم تكن هذه هى الجنة فكيف اذن الجنة ستكون ...
دهشتها وصد متها من فخامة الشقة اثاروا انتباة سلطان ... بحكم عمله عند ادهم البسطاويسى هو اعتاد رؤية اماكن بمثل تلك الفخامة بل وافخم كثيرا اما هبة المسكينة فلم تغادر الحارة مطلقا سوى الى المدرسة
ادهم البسطاويسي احد اغنى اغنياء مصر ان لم يكن الاغنى بلا منازع...عائلته كبيره ومشهورة في الصعيد ...من هؤلاء الناس اصحاب المقامات والنفوذ ...يقال ان جده في الماضى عثر علي كنز من الاثار وقام ببيعه ومن يومها واموالهم