السبت 30 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 40 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

حتى مأخدتش الأدوات بتاعتها ...
حزنت ليلى كثيرا لهذا الخبر فقد أصبحوا أصدقاء وليس لديها أي معلومه لتوصلها بها مرة أخرى..
فيبدوا أن كتب عليها فراق أحبائها...
لكنها تلتمس العذر ل روز فقد علمت قصتها وليكن الله بعونها أيضا...
وحتما ستلتقي بها مره أخرى إن قدر الله ذالك ..
ربنا يعينك ويقويكي يا روز ويوفقك في حياتك ..
انتبهت لنداء المسئوله عن المطبخ...
انتبهوا يا بنات... النهارده على الساعه سابعه في مقابلة عمل هنا وطبعا مش أي حد.. دي أكبر الشركات وعايزه كل حاجه تكون على أتم وجه .. نضافة المكان والأدوات..
والشيفات يكونوا منتبهين على جودة الطعام إللي هنقدمه.... يعني من الأخر مش عايزه غلطه...
وليكم مكافئه زياده على راتبكم ... ويلا الكل يشوف شغله ...
سعدت ليلى كثيرا من أجل الزياده على راتبها فهذا سيساعدها على دفع إيجار منزلها وتيسير أمورها ...
وتهم بعملها بنشاط وإتقان لئلا يحدث أي تقصير أو أخطاء..
بعد حديثها معه ذهبت مسرعه للخارج لتأخذ أنفاسها وكأنها لم تكن تتنفس فقد كانت تحبس أنفاسها طوال فترة حديثها معه..
ليه دا كله..
صړخت بفزع عندما سمعت صوت من ورائها عااا.. سلام قولا من رب رحيم..
ليه شوفتي عفريت يا أختي..
وضعت يدها على قلبها وتنفست براحه ..
صفيه حرام عليكي يا أسوه .... خضتيني
رفعت كتفيها بإستغراب خضيتك...! يا بنتي أنا قاعده هنا من ساعتها بس إنتي حالتك إللي غريبه وجايه تجري كدا ... حد بيجري وراكي ولا أيه 
تحدثت بتوتر تحاول تجميع حروفها لا ... لا هيكون في أيه .. مفيش أي حاجه أنا كويسه خالص 
أشارت أسوه لها تعالي اقعدي متقفيش كدا 
إنصاعت لها على الفور وجلست بجانبها تفرق يديها بتوتر ..
رفعت أسوه حاجبيها بإستغراب لحالتها..
ف صفيه دائما هادئه لكن حالتها تلك مثيره للدهشه حقا...
قررت مشاكستها أمال خدودك حمرا كدا ليه يا صفصف..!
وضعت كفها على وجنتيها بشكل تلقائي لا أبدا... هتلاقيها من حرارة المطبخ 
ثم نظرت لأسوه فوجدها تكتم ضحكتها ..
لتتحدث بنزق أوووف بقى ... عايزه أيه يا ست أسوه بتبصلي كدا ليه ... وكاتمه الضحكه أوي ..
اڼفجرت أسوه ضاحكه لا بصراحه مش قادره... أنا مش مصدقه... دي صفيه الصامته 
يا ترى قلبت الحال دي سببها مين..
نطقت بتعجب صفيه الصامته..!!
أسوه أيواا أنا ملقباكي بصفيه الصامته علشان كلامك قليل ..
براحتك خالص يا أسوه الغامضه 
أسوه ليه يا بنتي.. لا غموض ولا حاجه 
صفيه لا إنتي دايما غامضه ... وبحس دايما إن في حاجات كتير مخبياها 
صمتت أسوه برهة تتأمل تلك الحديقه والزهور الأكثر من رائعه كأنها قطعه من الجنه..
ليخرج صوتها متسائله إنتي عمرك ما اشتقتي تخرجي من هنا يا صفيه..
تنهدت الأخرى بحنين وامتلئت عينيها بالشوق 
تعرفي يا أسوه أنا مش بشتاق ألا لواحده بس وهي إللي تفرق معايا في الدنيا دي كلها ..
نظرت لها أسوه بفضول وإصغاء جيدا كأنها ستخبرها عن سر دوله فهذه المره الأولى التي تخرج بها صفيه من قوقعة صمتها .. ربما لا تتكرر .
لتسألها بفضول عارم ومين هي!..
لتبدأ تقص عليها بحنين لما كنت في الملجأ وعمري خمس سنين هي جات وكانت لسه حديثة ولاده حبيتها أول ما عيني وقعت عليها .. وبعد كدا أنا إللي ربيتها وكنت مسئوله عنها وكنت كمان بمثابة الأم والأخت ليها وكل حاجه .. وهي اتعلقت بيا جامد .. لغاية أنا ما تميت التمنتاشر وجه وقت خروجي .. متعرفيش كان صعب عليا قد أيه .. حاولت كتير اخدها معايا بس مينفعش لازم هي تتم التمنتاشر علشان تقدر تخرج
قولتلها إني هفضل ازورها كل يوم في الخمس سنين إللي هتقعودهم لسه في الملجأ وخلال الخمس سنين دول أنا هشتغل وأعمل بيت علشان نقعد سوا ونفضل مع بعض بعد ما هي تخرج عشان أقدر أوفرلها الراحه التامه علشان تقدر تدخل جامعه ..
ثم صمتت وقد انحدرت تلك الماسات من مقلتيها السوداء الكاحله..
لتأخذها أسوه بداخل أحضانها على الفور كدعم صغير منها ..
وتكمل صفيه بس عرفت قد أيه دا صعب والعالم الخارجي براا الملجأ قد أيه صعب .. 
وقعدت فتره متشرده في الشوارع مش عارفه أروح فين ولا أجي منين .. والناس معندهاش رحمه..
لغايه ما قبلت مؤمن باشا بالصدفه وعرض عليا الشغل بشرط إني مخرجش خالص من القصر .. وأنا مكانش قدامي ألا حل وخيار واحد وهو إني أوافق عليه وإلا كلاب السكك هتنهش لحمي 
وقولت هيجي يوم أدور عليها وأقبلها..
مكانش بإيدي خلال الخمس سنين ألا إني أدعلها بالستر والحفظ بقلب أم ...
ممكن تستغربي من حبي ليها ..لأنك مجربتيش عيشة الملجأ وإنك تكوني مقطوعه ملكيش لا سند ولا ضهر
فهي كانت المأوي بتاعي وأنا كنت مأواها 
في هذه اللحظات كانت تود أسوه أن تصيح قائله
وأنا مثلك تماما لم أجد المأوي ولا السند...
لا أختلف عنكي أبدا .. فأنا مثلك تماما بإختلاف القصه....
لكنها أكتفت بجمله واحده مواسيه بجد يا بختها بيكي... وأكيد كل واحد هيقابل التاني عند خط النهايه .. وفي نقطه مشتركه هتجمع الكل .. متقلقيش..
بداخل هذا السرح.... كانت الترتيبات على قدم وساق الجميع يقدمون أفضل ما لديهم ..
فليس أي أحد هنا ..
إنما الصياد بذات نفسه وهذه المره الأولى التي يزور بها المطاعم ويظهر في الأرجاء ..
وهذا وسام شرف لهم بإختيارهم هم ..
وبهذه الجلسه وبعد التهاني والمبادرات والسلام فيما بينهم ..
أول من تطرق للحديث المحامي الخاص بإمبراطوريه الصياد قائلا سيادتكم اتطلعته على البنود والشروط إللي في العقد وعرفتوا تفاصيل الإتفاقيه 
رد المحامي الخاص بالشركة الأخرى مع إن الشروط كلها بتصب في مصلحة شركتكم بس شرف لنا التعاقد معاكم وإحنا موافقين على شروطكم..
شرف كبير لنا يا مؤمن باشا .. وحضورك معانا وإنك شرفتنا بنفسك دا ليه معاني كتيره بالنسبة لنا 
عقب على حديثه بنبره بارده خاليه من المشاعر تمام.. يبقى نمضي العقود..
وبالفعل تم إمضاء العقود.. وإنتهى الشق الخاص بالعمل .. أما الباقي فلا يخصه فجو الإحتفال هذا والمحبه الزائفه والمجالات الكاذبه لا تحصه أبدا..
ليستأذنهم بلباقه نادره الحدوث عن إذنكم هخرج براا اشم هوا 
اتفضل يا باشا.. إذنك معاك
بينما هي بعد إنتهاء مهامها ظلت منتظره إنتهاء ضيوف المكان من الإنتهاء والإنصراف لتكمل عملها وتنظف المكان ..
استغلت الفرصه لتخرج إلي الجزء الخلفي للمطعم والذي يعد مكان للأستجمام.. مليء بالزهور وأشجار الزينه الخضراء فالمكان بمثابة بستان صغير مليء بالإضائه الملونه الجميله التي ټخطف العقول..
لكنها لم تنتبه أن بالمكان أحد أخر ..
ألتفت ونظرت بأرجاء المكان ليلفت إنتباهها هذا الواقف الذي لا يظهر منه إلا نصف وجهه والتي يحمل ملامح تألفها كثيرا تشعر بأنها رأتها من قبل..
وما أثار إستغرابها... قلبها الذي بدأ يتمرد عليها بالدقات المتسارعه النافره..
لتقترب منه أكثر لمعرفة هويته...
أما عنه فقد شعر أن هناك أنظار مسلطه عليه وتحت مراقبة أحد ما ...
إلتفت على الفور لتكون الصدمه للمره الثانية من نصيبه والمره الأولى من نصيبها.. وتنطلق ألسنتهما بنفس الكلمه بذات الوقت....
إنت ....
إنتي ..... 
قاعده مقدسه يسير بها بجميع أموره
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 95 صفحات