الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية عشقك أهلكني بقلم الكاتبة سولية نصار

انت في الصفحة 22 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

وهي تمسح دموعها فابتسمت والدتها وقالت
عشان كده لازم تحاربي عشان حقك ...فهمتي !
هزت هنا رأسها فابتسمت الأم وقالت
يالا يا حبيبتي روحي وعايزاكي لما تيجي المرة الجاية تيجي منتصرة على منار ...بلاش عياط وبلاش ضعف وهبل ...انت فاهمة!
هزت هنا رأسها بطاعة ...
.............
في حي هادئ قليلا ...
كان مراد يسير في الشقة السكنية التي يظهر من معالمها الرقى رغم صغير حجمها...غرفتان وصالون ومطبخ وحمام وافضل ما كان يميزها هو التراس الواسع الذي يحضر نسيم لطيف للمنزل...لقد اعجبه المنزل ...وقع في حبه من المرة الأولى ... تخيل عائلته المحبة هنا ....تخيل منار تطهي له الطعام بينما هو يدرس بناته ويشاكسهما....ثم تنضم منار لهم لاحقا ...وبعد نوم الفتيات يأخذها للتراس ويضمها وهو ينظر للنجوم...تلك هي أحلامه الآن ...حلم ان يجمع شمل عائلته مرة آخرى ...حلم ان تسامحه منار وتعود وتحبه مرة آخرى ...لقد افتقد نظرات الحب في عينيها ...افتقد اهتمامها به ...كم هو غبي ..كانت ملكه لسنوات ...تعطيه الحب بلا مقابل ...تراعيه هو وبناته واهله أيضا...كانت مثالية للغاية ...محاربة ...حاربت من اجله كثيرا وهو ماذا فعل !خذلها ..حطمها ...والآن هو يبحث بلهفة عن لمعة عينيها لأجله فلا يجدها ...يبحث كالمچنون ...كالعطش الذي يبحث عن قطرة مياه بين السير الطويل في صحراء قاحلة ...انه لا يجد الحب في عينيها وحسب...وكم هذا يؤلمه ...يؤلمه كثيرا. ..ولكنه سيعيدها ...هي حاربت من اجله كثيرا وهو سيحارب الالاف المرات حتى تعود ...سيوريها بعينيها انها هي فقط في قلبه ...وانه في ظل البحث عن ذاته وجد انها هي نصفه الآخر ..هو ضائع من غيرها ....
ابتسم بسعادة وهو يقول لصاحب المنزل 
البيت عجبني هشتريه !
سالم مش عاجبني بقاله فترة حاسة انه حاسس بالذنب بسبب اللي عمله في المحروسة اخته وانه مودهاش المستشفي ! 
قالتها حنان لوالدتها وهي تربت على بطنها المنتفخ قليلا ثم أكملت 
انا خاېفة يا أمي يتهف في عقله ويرجعلها نصيبها في البيت دي تبقى مشكلة حقيقية ...
الموضوع في إيديك دلوقتي يا حنان!
نظرت حنان الى والدتها لتكمل والدتها وتقول 
خليه يكتبلك البيت بإسمك ...لازم يكتبه في اسرع وقت !!
عاد مراد الى منزله وهو متحمس للحديث مع منار ...كانت الابتسامة تزين وجهه الوسيم ...سوف يحاول الليلة ان يسترضيها ...سوف يعتذر منها ويطلب فرصة اخرى وان رفضت سيحاول مجددا ومجددا ولن يستسلم ...
مراد ابني ..
قالتها صابرين بهمس لمراد الذي نظر إليها بحيرة وقال 
فيه حاجة يا أمي !
تعالى يا ابني ..تعالى هنا ..
اشارت له لكي يأتي لغرفتها فذهب بهدوء ....
وولج لغرفتها امسكته من يده وسحبته نحو الفراش وهي
تقول بهمس 
مراد أنا غلطت غلطة كبيرة لما جوزتك البت هنا دي ...دي طلعت مش كويسة خالص ...أنا طلعت عامية....دي ناوية تخرب بيتك ...
نظر إليها مراد بحيرة لتبدأ والدته في قص ما سمعته منذ ساعة ونصف تقريبا عندما اتت هنا من عند والدتها ...
فلاش باك....
اتت هنا الى المنزل وصعدت مسرعة لشقتها تاركة عمر الصغير صاحب العامين مع جدته ...
اووف ايه البت المعفنة دي !الولد عامل حمام ومش مشطفاه وجايباه من عند امها كده وانا اللي هشطفه...طيب هو ملوش هدوم هنا ...يبقى اطلعلها وخلاص ...
قالتها صابرين بضيق ثم صعدت وهي تحمل عمر للأعلى ...
كان باب شقة هنا مفتوح ...كادت أن تطرقه لتدخل الا ان يديها تجمدت وهي تسمع هنا تقول 
هبدأ في الخطة النهاردة أكيد ...هو مفروض النهاردة يوم منار بس أنا هعمل أي حجة عشان يجيلي ووقتها هعمل المستحيل عشان يلمسني ..
وضعت صابرين كفها على فاها پصدمة...هل مراد توقف عن لمس هنا ...أكملت هنا كلامها الذي جعل صابرين ترتعب...
تعرفي يا ماما أنا لو حصل وبقيت حامل ..منار أكيد هتسيب البيت ...ممكن خطتك دي تمشي ...لان حتى لو مراد بطل يحبني هي مش هترجعله ومش هيبقاله غيري !!!
تراجعت صابرين پصدمة....لا تصدق الرخص الذي بها ...
نزلت الى الاسفل وجلست على الأريكة وهي تحمل عمر وتقول 
انا السبب ...أنا السبب ...
........
باك ...
كانت عيني مراد متسعة پصدمة وهو يسمع هذا الكلام منها ...لا يصدق ان هنا اصبحت بتلك الوضاعة...هي تنوي حقا تخريب منزله ..لذلك يجب أن يتحرك بسرعة ...
أمسكت صابرين كف ابنها وقالت بقوة 
طلقها يا مراد دي واحدة مش سوية ..
بالفعل فكر مراد في هذا ...ولكن لكي يكون منصفا هو أيضا ظلمها ويجب أن يصلح الوضع معها ولكن اولا عليه التحدث مع منار ...
. ......
صعد الى منزله وابتسم بحنان وهو يرى منار تجلس مع اطفالهما وتلعب معهما...
ممكن العب معاكم ..
قالها مبتسما لتنظر إليه منار بدهشة ....كان يبدو سعيدا بشكل غريب ...
اقترب وهو يرى السعادة بعيني ملك وماسة وجلس وهو يشكل معهما الصلصال ...بدا وهم يعملون سويا كعائلة سعيدة ...ضحكاتهم كانت مرتفعة والمرح يحيط بالمكان ...لقد وجد مراد ضالته ...وجد السعادة التي ظن بغباء انها مع آخرة ...فعائلته لا تقدر بثمن ....
...
بعد الانتهاء من اللعب أخذت منار البنات لتغسل ايديهما بينما ظل مراد يرتشف الشاي بالنعناع الذي يحبه بالصالة بعد ان نظف يده ...
رن هاتفه ليمسكه ويرى هنا المتصلة ...انتظر حتى تنهي اتصالها وقام بغلق الهاتف !
...
بعد نصف ساعة ..
اتت منار بعد ان ناما البنتين...
جلست بجوار مراد وقالت
حابة اتكلم معاك شوية ..
عيوني اتكلمي ....
قالها مبتسما وعينيه تتألقان لها ...
ابتلعت ريقها وقالت
مراد أنا حابة اشتغل..
بهت قليلا وهو يعرف سبب طلبها ...انها تريد الاستقلال عنه ...تخطو خطواتها الأولى لكي تذهب بعيدا...وهو إن وافق سيصبح مشاركا في هذا ...وإن رفض سوف يخسرها ...كان التفكير في الأمر متعب ولكنه وجد نفسه يقول
انا قصرت يا منار في حاجة !
هزت رأسها وقالت
لا بس أنا حابة اشتغل ...لو سمحت ...
بتعملي كده عشان تقدري تبعدي عني صح !بتعملي كده عشان تقدري تعتمدي على نفسك وتمشي وتسيبيني ...
لم ترد عليه وظنت لوهله انه سوف يرفض ولكنه أغلق عينيه بقوة ثم فتحهما ورأت بريق يشبه الدموع في عينيه وقال
اشتغلي يا منار واعملي اللي عايزاه...بس اعرفي ان مفيش مفر مني ...أنت حاربتي كتير عشاني وانا هحارب ألف مرة عشانك ...هحارب عشان ترجعيلي ..هحارب عشان عينيكي ترجع تلمع ليا تاني ...
لم ترد عليه فأمسك كفها وقبله مكملا
حقك يبقى ليك مصدر رزق خاص بيكي ..بس مسؤوليتك ومسؤولية البنات هتبقى في رقبتي أنا دايما اتفقنا !
هزت رأسها ..ثم ابتعدت عنه وكادت أن تنهض ليقول هو فجأة
منار أنا قررت أطلق هنا !!!
يتبع
الفصل الثاني والعشرون سأحارب دوما 
ضعي كفك في كفي وسيري معي حتى النهاية 
طيب وانا مالي...تطلقها او متطلقهاش دي حريتك الشخصية يا مراد ...
قالتها منار ببرود ثم كادت أن تذهب إلا أن مراد نهض وهو يمسك كفها ويقربها منه ...وضع كلا كفيه خلف ظهرها وهو ينظر للرماد الخامد بعينيها ويتمنى وجود اللمعة بعينيها مجددا فيختنق وهو يبحث دون جدوى ...حاولت منار التحرر منه إلا أنه لم يسمح لها بل شدها إليه بقوة وهو يقول 
منار بقولك هطلقها خلاص ...هنرجع لحياتنا اللي كانت قبل كده ...هصلح اي غلط عملته معاكي ...هعتذرلك مېت مرة عن چرحي ليكي
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 23 صفحات