الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية عشقك أهلكني بقلم الكاتبة سولية نصار

انت في الصفحة 18 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية ..
في الليل ....
عند منار ومراد .. 
بجانبها ....ثم بلطف جذبها إليه وضمھا وهو يغمض عينيه وينام براحة وقلبه يدوي داخل صدره بسبب اقترابها منه ...
في اليوم التالي ...
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها
صباح الخير يا منور ...
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها ....حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام...
ابتسم مراد وقال
وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء ...
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي ..عاصي الراوي 
انا مكنتش عايز اجي ...
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول 
مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع ...
مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس ...لن تجادله
بهذا الموضوع....
منار مبسوطة انك جيتي .
قالتها تقى بإبتسامة وهي تقترب من منار وتضمها ثم تصافح مراد ...اتى يونس أيضا وصافحهما مبتسما بلطف كعادته...
انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا ..
قالها يونس ثم أكمل 
اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني ...رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده ..
قالها مشيرا إلى الکدمة التي كانت ظاهرة على وجهه ...ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال
لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص ...فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية ...
أنا صاحب العيد ميلاد ..
ده عاصي ابن عمي وأخو يونس واصغر منه بتلات سنين ...
ابعدي ايديكي شوية ...
أبعدت تقى فورا كفها بتوتر ..عبست منار وهي تنظر الى عاصي والذي كان أكثر وسامة من أخاه ولكن كان يبدو فظا للغاية وعينيه الزرقاء كانت خالية تماما من المشاعر 
قدم مراد الهدية له وتكلموا قليلا ...
ابتعدت تقى قليلا ويبدو عليها الحزن فتبعها يونس .....
وقفت أمام المسبح ودموعها تنساب على وجهها 
تقى ...
قالها يونس وهو يقترب منها ممسكا ذراعها وجعلها تستدير له ...تألم قلبه وهو يرى دموعها ومسحها برفق وقال
عاصي طول عمره قليل الذوق متزعليش منه حقك عليا أنا ...
ابتسمت تقى وقالت
خلاص أنا مش زعلانة ...
خلاص مادام مش زعلانة تعالي بقا عشان نرجع للحفلة 
ثم أمسك كفها وسحبها خلفه 
بعد نصف ساعة من الحفل 
كان مراد يضغط على الكأس بقوة وهو يرى هذا المدعو يونس يوجه كلامه لمنار فتدخل هو في الحديث ليبعد انتباهه عن زوجته وكل ما أراده الآن أن يخفيها عن عينيه ..نظرات هذا الرجل لا تعجبه....حسنا يعترف أن نظراته عادية ولكن لا يعجبه أن ينظر الى زوجته ...لا يعجبه أبدا!!!
عادا اخيرا مراد ومنار من الحفل وكانت الفتيات قد نامت وطلبت صابرين منهما أن يتركان الفتيات بالاسفل ويصعدون لغرفتهما...
....دخلا الشقة أخيرا وولجت منار الى الغرفة لتأخذ ثيابا لها ثم تستحم وتنام ...وقف مراد في طريقها وقال بتجهم
منار أنا مش عايز اشوف البني ادم اللي اسمه يونس ده قريب منك تاني !!
بتغير عليا !
قالتها بخبث وهي تقترب بوجهها منه ...عينيها الرمادية تتألقان بإنتصار ...ابتلع ريقه وقال
طبيعي انا جوزك وبغير عليكي ولو شوفتك مرة تانية بتتكلمي معاه هقت لك وأقت له ...
ضحكت بسخرية وكادت أن تبتعد الا انه امسك كفها وجذبها إليه واضعا كفيه على كتفيها كي لا تتحرك ...
ابعد سيبني !!
قالتها پغضب وهي تحاول التحرر منه الا انه قال ونيران الغيرة تندلع من عينيه
متختبريش صبري يا منار....متتخي...
ولكنها قاطعته وهي تدفعه وقالت 
متقلقش يا مراد أنا محترمة نفسي كويس ..وعارفة اني ست متجوزة ...بس غريبة حر قتك فكرة اني اتكلم مع غيرك
...معرفش أنت هتعمل ايه لما اتطلق منك ...وساعتها هكون حرة تماما ...
اعتصر ذراعها وقال 
ده مش هيحصل أبدا!!
اشټعل الرماد في عينيها وقالت
لا هيحصل أنا وعدتك قبل كده أنك مش هتشوف الحب في عيوني تاني ووفيت بوعدي وهوفي بالوعد ده كمان.!!! 
أيوة بغير ...شايفة اللي في عينيا دي غيرة ...أنت ملكي ...مراتي ومش هسمح ليكي تتسربي من ايدي يا منار حتى لو اضطريت احبسك هنا ..
مراد ابعد !!
مش هتعرفي تتخلصي مني يا منار لاني هفضل وراكي لآخر العمر مكانك معايا وفي بيتنا ومع أولادنا .....مكانك في قلبي ....لاني بحبك ..أنا بحبك !!!
واعترافه بالحب اتبعه بقبلة عاطفية أودع فيه مشاعره الحقيقية !!
يتبع
الفصل الثامن عشر أرفض حبك
وتأتينا الأشياء التي انتظرناها دوما عندما تزول لهفتنا عليها.....هكذا حبك أتى متأخرا!!
كادت أن تستلم ...أن تضعف ...تنسى كل ما مرت به على يده ...ولكن لا ...عقلها صړخ بها أن تدفعه ...الا تستلم له ...الا تكون ضعيفة ....وبالفعل دفعته عنها بقوة حتى كاد أن يقع ولكنه تمالك نفسه وهو ينظر إليها پصدمة ...كانت تمسح شفتيها بقرف ....يظهر عليها الاشمئزاز ووجهها محمر من الڠضب....بهت وهو ينظر إليها ...لا يعرف ما هو الخطأ ...لقد اعترف بحبه للتو ...
منار مالك ..!
قالها مقتربا منها وهو يمسك ذراعها ويضغط عليه برفق إلا أنها نفضت ذراعه وقالت 
ابعد عني ...متقربش ...متقربش ...
منار ...
خلاص يا مراد...ابعد مش عايزة اشوفك ...
كان ڠضبها من نفسها اولا ...ڠضب من تلك المشاعر التي بدأت تعصف بها بقوة ....الضعف الذي بدأ يتسرب داخلها ..ولكن لا ...هي لا يمكنها أن تضعف الآن...لو ضعفت سيعتبر مراد ان هذا تسليم بالواقع...وهي لن تتقبل هذا الواقع...لن تتقبل أن تأخذ شئ منقوص ...أما أن يكون كاملا أو تتركه نهائيا!!!
منار أنا بحبك ...بحبك ليه مش قادرة تفهمي !
قالها وهو يقترب منها مرة آخرى. ..يؤلمه انه ترفضه بتلك الطريقة ...ولكنها ظلت تبتعد عنه....
مبقاش ينفع خلاص ...
قالتها بنبرة منكسرة فرد بعصبية 
ايه اللي مبقاش ينفع !
حبك ..حبك مبقاش ينفع ...انت اتأخرت يا مراد ...اتأخرت اوووي أنا مبقتش محتاجة حبك خلاص ...لو من شهر قولت الكلمة دي كنت ھموت من الفرحة لكن دلوقتي انت اتأخرت ...اتأخرت اووي ...
قالتها منار والدموع تطفر من عينيها...نظر إليها پصدمة وقال
ياااه للدرجة يا منار ...
هزت رأسها والدموع ټنفجر من عينيها اكثر 
ايوة للدرجادي ...انت مش دوست على رجلي يا مراد ...انت اتجوزت عليا وقهرتني ...حملتني نتيجة فشلك عشان مقدرتش تنسى هنا ...مديت ايديك عليا ...مستحيل انسى ده كله ...كلمة بحبك اللي قولتها دي ملهاش أي قيمة بلها وأشرب مېتها ...
ثم رفعت رأسها واكملت بقوة 
حبك مرفوض يا أستاذ مراد !!
ثم تجاوزته وهي تخرج من الغرفة تاركا اياها شاحبا كالأموات....
جلس على السرير بإنهيار وهو يتذكر ما فعله بها...تلك الأشياء الفظيعة التي قالها ...كان أعمى بالفعل ...لقد ظن انه يحب هنا ...وفي سعيه المستمر خلف هنا لتشعر به حطم قلب منار ...
وضع كفيه على وجهه وهو يشعر انه في دوامة لا نهاية لها !!
......
في الحمام ...
كانت منار تقف تحت صنبور المياه الساخن ...المياه الساخنة كانت كالبلسم على جرحها الذي ېنزف ...شعرت ان تعبها كله يختفي ...قررت ان تغلق عقلها تماما والا تفكر بمراد ...سوف تخطو خطوتها الثانية في التحرر من قيوده ...ستقف على أرض صلبة ...ستطير بعيدا ولن تسمح لأحد بقص أجنحتها !!
.....
بعد نصف ساعة كاملة أخذتها لتستحم خرجت وهي ترتدي منامتها الحريرية
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 23 صفحات