الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 43 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

. و هواها جميل و نقي .
أرتفع إحدي حاجبيه تزامنا مع كلماتها التي خرجت منها دون وعي متأثرة بالمظهر الخلاب المحيط بهم لتجد صوته الساخر قد عاد إلي طبيعته حين قال 
غريبه ! مع إن دا مكنش رأيك الصبح !
إغتاظت منه و لكنها قررت المواجهه فقالت بتقريع
أنت عارف رأيي دا كان بناءا علي إيه !
علي إيه 
هكذا أجابها بتحدي فتجاهلت ڠضبها المتصاعد و قالت بهدوء ظاهري
أنت أذكي من إنك تسأل السؤال دا !
لم تمهله الوقت للإجابه فسارعت بالقول 
مقولتليش أنت إيه مخرجك في البرد دا 
هل يخبرها بأنه رآها تهرول في الحديقه كتائه ضل طريقه بمنتصف صحراء قاحله و أراد أن يكون هو وجهته ! 
هل يخبرها بأن مظهرها و هي تعدو كالفرس الجريحه هنا و هناك كان أكبر من قوته علي التحمل و أجبره للخروج لرؤيتها أمامه مجردة من جميع أسلحتها و حصونها 
هل يخبرها بأن حديثها صباحا عن إحتمالية نسيانها له ولدوا شعورا قويا داخله بغرس ذكري له بداخلها أكبر من مجرد قلم ليذكرها به !
كنت زهقان فقولت أخرج أتمشي شويه ! و بصراحه شكل القمر النهاردة لا يقاوم 
كان يتحدث و عيناه مسلطه علي ملامحها بقوة و كأن الحديث موجه إليها لتشعر بموجة برد قويه تجتاح جسدها من تلك المشاعر التي ضړبتها كعاصفه جراء نظراته فامتدت يدها تلقائيا تحاوط كتفها و التي تجمدت حين شاهدته يقوم بخلع معطفه مقتربا منها خطوتان و قام بوضعه حولها فغزت رائحتها الشهيه أنفه لتثير بداخله رغبه عاتيه في الإقتراب أكثر و إستنشاق عبيرها أكثر . كانت رغبه مجنونه و لكنها مٹيرة بدرجه لم يختبرها مسبقا و الأكثر إثاره عندما رآي إنعكاس رغبته بغابات عيناها الجميله التي لأول مرة يلمح بها هذا الإستسلام و كأن المقاومه أهلكتها و صډمه فرار قطرة هاربه من طرف عيناها جمدته بمكانه حين رآها تسير فوق خدها لتستقر علي يده الممسكه بالمعطف حولها و كأنها سقطت فوق قلبه فخرجت الكلمات من بين شفتيه دون وعي 
فرح ! أنتي بټعيطي 
أخرجتها كلماته من بحر شرودها فإندفعت خطوتان إلي الخلف و إمتدت يدها بلهفه إلي عيناها تمحو بصمات ضعفها أمامه و هي تقول بإندفاع
ما قولتلك عيني مطروفه . 
قامت بخلع معطفه و ناولته إياه قبل أن تتمتم بخفوت و تلعثم
ميرسي مش محتجاه . أنا هدخل بقي الوقت أتأخر . عن إذنك 
أوشكت علي الإلتفات فوجدت قبضتة القويه التي أوقفتها بمكانها و هو يزمجر بخشونه 
أنتي في حد في حياتك 
توقفت لثوان تحدق به پصدمه تحولت لڠضب و هي تقول بجفاء
بتسأل ليه 
متجاوبيش علي سؤالي بسؤال !
هكذا أجابها مغتاظا فاستمهلت نفسها قبل أن تنزع يدها من بين قبضته و تجيبه ببرود مستفز 
تمام . الإجابة دا شئ يخصني . 
برقت عيناه من الڠضب الذي أخفاه خلف ستار من السخريه التي تجلت في نبرته حين قال 
مكنتش متوقع منك غير كدا ! 
تقصد إيه 
أنتي فهمتي إيه 
متردش علي سؤالي بسؤال !
بدا مستمتعا بشجارهم إذ وضع يديه بجيوب بنطاله و هو يقول بتسليه
براحتي ! زي مانتي بتلفي و تدوري و تهربي براحتك .
مبهربش علي فكرة . من حق أي حد أنه يحافظ علي خصوصياته 
هكذا أجابته ليشتعل الحنق بداخله محل التسليه فضيق عيناه قبل أن يقول بلامبالاه مصطنعه
آه طبعا عندك حق . عموما دا كان مجرد سؤال عابر . مش ذات أهميه !
أغضبها الآن كثيرا لذا أرادت أن ترد الصاع صاعين فقالت ببرود 
أعذرني في إسلوبي بس أنا من النوع إللي مبيعرفش يفتح قلبه لأي حد . و دايما أسراري بحب أحتفظ بيها لنفسي
أخذ نفسا حادا قبل أن يقول بفظاظه
حقك طبعا ! بس نصيحه مش كل حاجه هايفه الإنسان يعتبرها سر يستاهل يقفل قلبه عليه . 
إغتاظت من حديثه و ما أن أوشكت علي الرد حتي فاجأها عندما الټفت إلي الجهه الآخري قائلا بفظاظه
يالا عشان وراكي شغل بكرة بدري . مش عايز تأخير من أول يوم !
ذلك الوغد لا تعرف عدد المرات التي أشتهت ضربه بحجر فوق رأسه حتي تشفي نيران ڠضبها منه .
في الصباح كانت تغلي من الڠضب و إنعدمت قدرتها علي التحمل و الإنتظار أكثر لذا إتخذت قرارها و توجهت إلي مكتبه و قامت بدق الباب مرتان قبل أن تقوم بفتحه دون الإنتظار أن يسمح لها بالدخول و ما أن أطلت برأسها من الباب حتي توقفت أمامه قائله بنبرة طفوليه متذمرة 
أظن أنا من حقي أدافع عن نفسي !
كان ينظر إليها پصدمه سارع بإخفائها خلف جدار من الصمت الذي لا يفسر و لكن من الداخل تحولت صډمته إلي رغبه قويه في الضحك فقد كانت كطفله تتذمر من عقاپ والدتها الذي تظنه غير منصف ! 
و إلي له حق بيطلبه بالشكل الھمجي دا 
هكذا أجابها بلهجته الجليديه كعادته لتقترب إليه مكتبه ناظره إليه پغضب كبير و هي تقول بإنفعال 
ماهو حضرتك مدتنيش فرصه إمبارح أدافع عن نفسي و سحبت مني الورقه قدامهم كلهم و قولت عليا غشاشه !
قالت جملتها الأخيرة بنبرة أوشكت علي البكاء الذي كتمته بصعوبه بينما نطقت جميع ملامحها به فشعر بالشفقه عليها و لكنه تابع بجمود 
مش مفروض كبرتي علي موضوع العياط دا !
حلا بحنق 
معيطش علي فكرة !
بس شكلك بيقول إنك دقيقه كمان و ھتنفجري في العياط زي العيال الصغيرة . و أنا بصراحه معنديش خلق للجو دا !
إندفع الڠضب إلي رأسها و هي تسمع حديثه فإندفعت تقول بحنق مكتوم
أولا أنا مش عيله صغيرة . ثانيا معيطش و لا ناويه أعيط . أنا جايه أتكلم مع حضرتك و أوضح سوء التفاهم إلي حصل !
ياسين بتسليه 
إذا كان كدا . يبقي أتفضلي أقعدي .
أقتربت منه و جلست علي المقعد أمامه و قامت بوضع هاتفها علي المكتب بينما أخذت نفسا طويلا قبل أن تلتفت إليه لتحاول شرح ما حدث و لكنه فاجأها حين قال بإستفزاز 
ها قوليلي كنتي بتغشي ليه و مذاكرتيش !
تصاعد ڠضبها للحد الذي جعلها تقول بإنفعال
مكنتش بغش هقولها للمرة الكام عشان حضرتك تصدقني !
أصدقك و أكذب عنيا مثلا !
أجابها ببرود لتقول برجاء
أحيانا مش كل إلي بتشوفه العين بيبقي صح . في ملابسات للموضوع لو عرفناها هتوضح الرؤيه و هنغير رأينا . 
ياسين بتسليه 
جميل ! و مقولتيش الكلام دا لنفسك ليه و إنتي بتزعقي في مكتبي و بتقولي عليا حرامي !
إغتاظت من حديثه فقالت بحدة 
الوضع كان مختلف أنا فوقت لقيتك بتفتش في شنطتي !
علي أساس إني مقفشتكيش ببرشام في إيدك في نص إجابات الإمتحان إلي كان
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 115 صفحات